المغرب

زيارة رشيدة داتي إلى المغرب : دعم للشراكة بين باريس والرباط والصحراء المغربية في قلبها

تستعد وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب في الفترة الممتدة بين 16 و18 فبراير، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، في سياق الشراكة الاستثنائية التي تم إرساؤها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر الماضي.

تعزيز العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا

تأتي زيارة رشيدة داتي عقب توقيع اتفاقيات ثنائية خلال الزيارة الأخيرة لماكرون، والتي شملت إعلانًا مشتركًا حول تعزيز الشراكة بين الرباط وباريس، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجالات الثقافة، السينما، والألعاب الرقمية. وتهدف هذه الزيارة إلى تفعيل هذه الالتزامات من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقيات الجديدة التي ستعزز التعاون الثنائي في عدة مجالات ثقافية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الوفد المرافق للوزيرة الفرنسية يضم مسؤولين من مؤسسات ثقافية فرنسية بارزة مثل المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (CNC)، والمكتبة الوطنية الفرنسية (BNF)، والمعهد الوطني للسمعي البصري (INA)، والمعهد الفرنسي (IF)، والمركز الوطني للآثار (CMN)، والمعهد الوطني للأبحاث الأثرية الوقائية (INRAP). ومن المتوقع أن يتم خلال الزيارة توقيع عدة اتفاقيات تهدف إلى دعم مشاريع تراثية وسينمائية وأرشيفية، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الألعاب الرقمية.

برنامج الزيارة: من الرباط إلى الأقاليم الجنوبية

من المقرر أن تشمل زيارة داتي العاصمة الرباط، حيث ستلتقي بنظيرها المغربي، المهدي بنسعيد، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. كما ستقوم الوزيرة بجولات ميدانية إلى عدد من المؤسسات الثقافية والجامعات، وستعقد لقاءات مع فاعلين في مجالات الفنون والتراث.

وفي خطوة ذات دلالات سياسية وثقافية، ستتوجه رشيدة داتي إلى مدن الأقاليم الجنوبية، بما في ذلك طرفاية، العيون، والداخلة، حيث ستلتقي بمجموعة من الفاعلين الثقافيين والجمعيات المحلية التي تسعى فرنسا لدعم مشاريعها.

رسالة دبلوماسية عبر الثقافة

تُعتبر زيارة الوزيرة الفرنسية خطوة جديدة في اتجاه ترسيخ العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، خاصة في ظل التقارب الأخير بين البلدين بعد فترة من التوترات الدبلوماسية. وتعكس هذه الزيارة مدى أهمية البعد الثقافي في العلاقات المغربية-الفرنسية، حيث يمثل قطاع الثقافة والتراث جسرا لتعزيز الروابط التاريخية بين البلدين، ووسيلة لدعم الشراكة الاستراتيجية التي تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

ويرى متابعون أن اختيار داتي لزيارة الأقاليم الجنوبية يحمل رسالة دعم واضحة للمشاريع التنموية والثقافية في هذه المناطق، ويؤكد التوجه الفرنسي نحو تعزيز التعاون مع المغرب في جميع جهاته، بما في ذلك الصحراء المغربية.

خلاصة: تعد زيارة رشيدة داتي محطة مهمة في مسار تعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا، وهي تأتي في سياق ديناميكية جديدة من العلاقات الثنائية تهدف إلى تعزيز الشراكة في مختلف المجالات. ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح آفاقًا أوسع للتعاون في ميادين التراث والسينما والألعاب الرقمية، وترسيخ الدور الثقافي كأداة لتعزيز الروابط بين الشعبين المغربي والفرنسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا