ريش الحمامة أصبح خفيفا في الميزان المختل

يبدو ان التحالف الحكومي دخل فصل جديد من المسرحية السياسية الساخنة : نزار بركة أمين عام الاستقلال لم يكتف بالدفاع عن المواطنين -بالكلام لا بالافعال-، بل أطلق قذائف نارية على شريك الحكومة مباشرة، متهما حزب أخنوش باستغلال الإعلام عبر المال لتمرير صورته والسيطرة على النقاش العام. تصريحاته أشبه بقنبلة سياسية : الالتزام بالتحالف لا يعفي من فضح النزيف الاقتصادي والبطالة والهجرة، ولا يعفي من مساءلة كل طرف عن استنزاف الطبقة الوسطى.لكنه نسي السياسة المائية المبحرة في عطش مجموعة من المناطق.
من جهته، التجمع الوطني للأحرار لم يتأخر، حيث اعتبر تصريحات بركة مزايدة سياسية غير مبررة، وكأنهم يلوحون بورقة ملفات الماضي في قطاعات التجهيز والماء، مع تجاهل انهم جزءا من كوارث جميع القطاعات الحكومية. يبدو ان كل وزير وكل حزب ترك بصماته على فشل السياسة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والآن كل طرف يحاول إلقاء اللوم على الآخر. مما يفسر ان الثعالب لم تتفق حول طريقة تقسيم الفرائس القادمة
المشهد أصبح أشبه بسيرك سياسي : كل حزب يصرخ باسم المواطن، بينما الحقيقة انهم جميعا شاركوا في كتابة قائمة الكوارث الحكومية. الاستقلال يرفع شعار الدفاع عن المواطن وكأن نفاق التضامن الحكومي غير موجود، والحمامة تهدد بورقة الماضي وكأنها ليست شريكا في المسؤولية، وهي المسؤول المباشر عن الرفرفة بالصفقات والاسعار الى عنان السماء
المواطن في قلب الصراع يشاهد الميزان والحمامة يتبادلان التهم والاتهامات وكأنهم في مباراة قوة إعلامية ومالية، والنتيجة : كل حزب يعلن نفسه بطلا وطنيا طبعا في “خليان دار بونا” بينما المواطن يدفع الثمن الحقيقي لكل هذا الصراع المكشوف. التحالف الحكومي لم يعد مجرد حكومة، بل أصبح ساحة حرب معلنة ومسرحا للفشل والاتهامات المتبادلة، وكل يوم جديد يحمل معه فصل جديد من فضائح واستعراض القوة بين الأحزاب