أطلق القضاء العسكري الروسي أولى جلسات محاكمة المتهمين الرئيسيين في الهجوم العنيف الذي استهدف قاعة “كروكوس سيتي هول” في ضواحي موسكو خلال مارس الماضي، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. الجلسات تجري خلف أبواب مغلقة وتحت حراسة أمنية مشددة، وسط اهتمام إعلامي واسع وتوتر داخلي متصاعد.
الهجوم، الذي وصف كأحد أكثر الاعتداءات دموية في تاريخ روسيا الحديث، أودى بحياة 149 شخصا وأصاب العشرات. وقد تم تقديم أربعة متهمين للمحاكمة بتهم تتعلق بتنفيذ عمل إرهابي باستخدام أسلحة نارية ثم إضرام النار داخل المبنى.
وتجري ملاحقة 15 متهما آخر يشتبه في تقديمهم دعما لوجستيا أو مشاركتهم في التحضير للهجوم، في وقت تبنى فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” الاعتداء بعد فترة قصيرة من وقوعه.
رغم تبني التنظيم للعملية، أشار بعض المسؤولين الروس إلى فرضية ارتباط منفذي الهجوم بأوكرانيا، غير أن هذا الطرح لم تثبته أدلة قاطعة حتى الآن.
وتأتي هذه المحاكمة في ظرف حساس، إذ تواصل موسكو خوض حرب شرسة في أوكرانيا، بينما تواجه تهديدات أمنية متكررة في الداخل. وقد أكدت النيابة أن سرية الجلسات هدفها حماية أمن الدولة وضمان سير العدالة.
عائلات الضحايا لا تزال تنتظر إنصافا يخفف من وقع الصدمة، فيما يترقب الرأي العام الروسي ما ستؤول إليه هذه المحاكمة المثيرة، والتي قد تنتهي بإصدار أحكام نهائية خلال الأشهر المقبلة.
