صفرو

رموز : محمد يخلف إبن إقليم صفرو البار الذي وافته المنية و هو متنقل من واجب لواجب

playstore

في دوار امغيلة بجماعة اولاد امكودو بإقليم صفرو رأى فقيد إقليم صفرو المرحوم محمد يخلف النور لأول مرة سنة 1944 . و هناك خبر صعوبة الحياة حيث التنقل إلى المدرسة يتم على ظهر دابة إن توفرت و غير ذلك على الأقدام لمسافة كيلومترات. هناك تعلم أن لا شيء يأتي دون عرق و دون تضحيات جسام ، و لذلك صمم على النبوغ في الدراسة ملاذه و منقذه الوحيد. ثم جاء التحول بذهابه إلى مدينة صفرو لمتابعة دراسته حيث سيحصل على الشهادة الإعدادية التي كانت حينئذ كافية ليشتغل كمعلم .

بعد ذلك و بسبب شغف اكمال الدراسة تابع دراسته الجامعية إلى أن تمكن من نيل الإجازة و معها التحول من معلم إلى استاذ بثانوية سيدي الحسن اليوسي بصفرو ، ليحصل على شهادة الدكتوراه في شعبة التاريخ حيث قدم أطروحة دكتوراه بعنوان ” تطور أدوات السياسة المحلية في صفرو من نهاية القرن التاسع عشر إلى غاية سنة 1956 ” . شغفه لمواصلة ارتقاء درجات العلم جعله لا يتوقف ، بل قدم أطروحة لنيل درجة دكتوراه الدولة في موضوع ” بلدية فاس في عهد الحماية 1912 _ 1956 ” . هذه الشواهد العليا التي كان الحاصلين عليها آنذاك يعدون بالعشرات فقط ، جعلت منه أستاذا للتعليم العالي مدرسا لمادة التاريخ المعاصر بكلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس.
بموازاة دراسته التي تميز فيها و كان دائما من الاوائل ، حمل هم الجماهير الشعبية و انخرط بكل حماس في الدفاع عن حقوق البسطاء من داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و باسمه سيدخل غمار الشأن المحلي من بوابة الانتخابات الجماعية لسنة 1976 .

pellencmaroc

و كانت ساكنة دائرة حبونة بمدينة صفرو قد استقبلته بالأحضان خلال هذا الاستحقاق حيث اكتسح أصوات الدائرة رفقة العديد من الأسماء الاتحادية آنذاك الذين فازوا في دوائرهم ، و نذكر منهم السي احمد لمباركي الذي و السي الحميدي أستاذ اللغة العربية بثانوية سيدي الحسن اليوسي ، و المرحوم الشافعي الأستاذ الجامعي و غيرهم . بمعية هؤلاء المناضلين سيشكل المرحوم محمد يخلف أغلبية مكنته من رئاسة بلدية صفرو حيث استطاع في ظرف وجيز تحويل المدينة تحولا شاملا و خاصة ما عرف عنه رحمه الله من اهتمام باطرافها التي كانت تعرف تهميشا فظيعا .

كما رسخ مفهوم النزاهة في تسيير الشأن العام حيث ظل نموذجا يحتذى به على مر التجارب اللاحقة . في السنة الموالية 1977 سيترشح لأول انتخابات تشريعية جاءت بعد رفع حالة الاستثناء التي مر بها المغرب بعد حل أول برلمان مغربي سنة 1965 . و رغم شعبيته الكبيرة التي امتدت عبر كل مناطق الإقليم ، فإن سلطة الأموال ، و تدخلات السلطة السافرة في العملية الانتخابية آنذاك لتمكين مرشح السلطة حالت دون فوزه في هذا الاستحقاق، غير أن المرحوم محمد يخلف لم ييأس و اعاد المحاولة بعد ذلك سنة 1992 حيث عاد لرئاسة بلدية صفرو ثم ترشح خلال الانتخابات التشريعية لسنة 1993 بصفة لا منتمي حيث اكتسح منافسيه بفعل التفاف أوسع جماهير منطقة بنيازغة و المناطق المجاورة حول شخصه الذي عرف باستماتته في الدفاع عن قضايا هذه الجماهير.

مكانته آنذاك خولت له رئاسة لجنة بمجلس النواب حيث تحمل باستحقاق مسؤولية تدبير الشأن المحلي لبلدية صفرو و في نفس الوقت تحمل مسؤولياته بنجاح على صعيد مجلس النواب و كان شعاره الأساسي هو العمل و مزيد من العمل . غير أن القدر كان له حكم آخر إذ ستوافيه المنية رحمه الله إثر حادثة سير تعرض لها في طريقه إلى الرباط لتبقى سيرته ملهمة لجيل من المناضلين جاء من بعده و حاول السير على خطاه . رحم الله فقيد إقليم صفرو و جعل مثواه جنان النعيم ، و ستبقى مدينة صفرو و محيطها تذكره بمناقبه العديدة و بيده البيضاء على المدينة و ساكنتها .

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا