هزة أرضية تثير الذعر في إقليم الحسيمة

عاشت جماعة أربعاء تاوريرت التابعة لإقليم الحسيمة ليلة استثنائية بعدما شعر السكان بهزة أرضية جديدة، هي الثانية خلال فترة وجيزة، ما دفع عددا كبيرا منهم إلى مغادرة منازلهم نحو الشوارع والساحات العامة خوفا من تكرار سيناريو الزلازل المدمرة التي يعرفها الإقليم من حين لآخر.
الهزة، التي فاجأت السكان، أعادت إلى الأذهان ذكريات مريرة عاشها الريف قبل سنوات، حيث ما زالت صور الدمار والخوف راسخة في أذهان الكثيرين. شهادات من المنطقة تحدثت عن ارتباك كبير وسط الأسر، خصوصا الأطفال وكبار السن، في وقت لم يتم تسجيل خسائر بشرية أو مادية.
السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية سارعت إلى التواجد بعين المكان لمتابعة الوضع وطمأنة المواطنين، فيما باشرت الجهات المختصة اتصالاتها بالمراكز الجيوفيزيائية لتحديد قوة الهزة ومركزها بدقة.
هذا الحدث المتجدد يطرح بإلحاح موضوع الاستعدادات الوقائية في المناطق المعروفة بالنشاط الزلزالي، حيث يطالب سكان الإقليم بتعزيز البنية التحتية، وتكثيف برامج التوعية حول كيفية التصرف أثناء الهزات الأرضية، إضافة إلى تسريع مشاريع إعادة تأهيل المباني الهشة التي قد تنهار بسهولة عند أي رجة قوية.
ويؤكد خبراء أن المغرب يقع على خط تصادم الصفائح التكتونية، ما يجعله عرضة لمثل هذه الهزات، خصوصا في الشمال. لذلك يشددون على أن التعايش مع الظاهرة يقتضي استعدادا دائما وخططا واضحة لتفادي الكوارث، بدل الاقتصار على ردود أفعال مؤقتة عقب كل هزة.
في انتظار صدور بيانات رسمية دقيقة حول قوة الزلزال وتبعاته، يبقى الهاجس الأكبر لدى سكان الحسيمة هو الاطمئنان إلى سلامة أرواحهم، و المزيد من الجدية في التعامل مع ملف الزلازل الذي يتكرر في المنطقة منذ سنوات.