العالم

دواء قديم لعلاج إدمان الكحول يفتح آفاقا واعدة لعلاج أمراض العيون

كشف فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا – بيركلي عن اكتشاف علمي مثير، يتمثل في إمكانية إعادة توظيف دواء قديم كان يُستعمل في علاج إدمان الكحول ليصبح وسيلة لعلاج أمراض خطيرة تصيب العين.

الدراسة التي أُجريت على الفئران بينت أن دواء ديسلفيرام (Antabuse)، المعروف بدوره في مساعدة المدمنين على التوقف عن استهلاك الكحول، قد أظهر نتائج غير متوقعة في تحسين الرؤية حتى في الحالات التي اقتربت من فقدان البصر الكامل. حيث يعمل هذا الدواء على تعطيل إنزيمات مسؤولة عن تفاعلات داخل الجسم، لا تتعلق فقط باستقلاب الكحول، بل أيضا بإنتاج حمض الريتينويك الذي يساهم في تدهور الخلايا البصرية.

وأوضح الباحثون أن تعطيل إنتاج هذا الحمض أدى إلى تقليل الضرر اللاحق بالخلايا الشبكية، مما ساعد الفئران على استعادة القدرة على تمييز الصور بشكل أوضح. هذه النتيجة تفتح الباب أمام مقاربة علاجية جديدة تستهدف أمراضا مثل التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر والتهاب الشبكية الصباغي (RP)، وهو مرض وراثي يؤدي تدريجيا إلى فقدان البصر.

العلماء يأملون أن يشكل هذا التوجه نقلة نوعية في طب العيون، خاصة وأنه يعتمد على دواء معروف سبق استعماله لعقود في مجال مختلف تماما. كما أن نتائجه الأولية تمنح أملا حقيقيا لملايين المصابين حول العالم بأمراض تنكسية لا تزال إلى اليوم بدون علاج شافٍ.

وبينما لا تزال هذه الأبحاث في مراحلها قبل السريرية، فإن المؤشرات الإيجابية تجعل من هذا الدواء مرشحا قويا للانتقال إلى تجارب على البشر، مما قد يمهّد لمرحلة جديدة في معركة الطب ضد فقدان البصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى