المغربصفرو

خطر الاصابة بالحصبة بوحمرون على الجهاز الهضمي

playstore

خطر الاصابة : يعتبر داء الحصبة مرضا فيروسيا قديما، وهو من أكثر الأمراض المعدية إنتشارا وخطورة، خاصة في المجتمعات التي تعاني من نقص في التطعيم أو سوء التغذية.
فالحصبة، ليست مرضا مقتصرا على الأطفال ، بل قد يتعداه الى كل الفئات العمرية في حالة عدم تلقي التطعيم أو عدم الإصابة السابقة بالمرض.
فالحصبة او مايطلق عليه ب(بوحمرون) ينتقل بسرعة كبيرة بين الاشخاص عبر ملامسة افرازات الانف او الحلق او استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب عبر السعال او العطس
بمجرد دخول الفيروس، يبدأ بالتكاثر في الخلايا الظهارية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي( الأنف ,الحلق, الحنجرة), ثم ينتقل الفيروس إلى العقد اللمفاوية ,ومنها يدخل إلى الدورة الدموية، ليصيب الجهاز الهضمي في المرحلة الثانية من المرض.
وسنقتصر عبر هذا المقال تسليط الضوء على تأثيرات الحصبة على الجهاز الهضمي دون الخوض في الاعراض المرتبطة بالجهاز التنفسي والجلدي و العصبي.
فتاثيرات الفيروس على الجهاز الهضمي تبدأ عبردخول الفيروس للخلايا المعوية مرتبطة بمستقبلات محددة على الخلايا الظهارية، فيصيب الفيروس الخلايا المبطنة للأمعاء، ويحدث بها تدميرا مباشرا ،وبالتالي يتم فقدان طبقة الحماية، التي تمنع إختراق الجراثيم والسموم، فتتسرب الجزيئات الضارة إلى مجرى الدم.
ولا يقتصر تدمير هذا الفيروس على ماسبق ذكره بل يتعداه الى التحفيز الإلتهابي: بفعل العدوى، يتم إفراز السيتوكينات الإلتهابية، التي تغير وظيفة الخلايا، وتغير أيضا حركة الأمعاء (نشاط أو خمول ) بالاضافة الى تلف الحاجز المخاطي, الذي يغطي الأمعاء ,بسبب الإفراز المفرط للأنزيمات الهضمية، ونقص في إفراز المخاط الواقي.

-بالنسبة للمعدة:ففيروس الحصبة يصيب بطانتها بالاتهابات تكون اشد خطورة اذا صاحبتها العدوى البكتيرية البوابية الملتوية (helicobacter pylori).
كما انه (اي فيروس الحصبة) يسبب تلفا في الزغابات المعوية، مما يسبب نقصان في إمتصاص الدهون، السكريات، والبروتينات .وخلل في إعادة إمتصاص الماء.-
أضف الى ذلك إلتهاب الكبد ،وزيادة في مستويات أنزيمات الكبد، وضعف في إنتاج البروتينات الدموية، مثل الألبومين.
وكذا إلتهاب حاد للبنكرياس مما يسبب خللا في تنظيم مستوى السكر ونقص إفراز أنزيمات البنكرياس، وبالتالي صعوبة في هضم الكربوهيدرات والبروتينات.
وبالنسبة لتاثير الحصبة على الجهاز المناعي المعوي:فيمكن القول ان ضعف العقد اللمفاوية المعوية يسبب في إنخفاض إنتاج الأجسام المضادة، وزيادة القابلية للعدوى فتنخفض البكتيريا النافعة مما يؤدي إلى صعوبة الهضم ،وزيادة فرص الإصابة بعدوى ثانوية، وتكاثر البكتيريا الضارة، التي تزدهر في ظل ضعف المناعة،وتنتج سموما تسبب إلتهابا موضعيا.
اما العمليات الهضمية فتتاثر عبرنقص في إفراز العصارة الصفراوية: فإلتهاب الأمعاء، يؤثر على عمل الكبد والمرارة،و يسبب عسرا في هضم الذهون وظهور اخرى غير مهضومة في البراز.

sefroupress

-تاثير الحصبة على التغذية والإمتصاص:
الحصبة تؤثر بشكل مباشر على إمتصاص الفيتامينات، فنقص فيتامين أ يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر إصابة الأمعاء بالقرح، ونقص فيتامين د يؤثر على قوة العظام وصحة الجهاز المناعي.
وكذا نقص إمتصاص المعادن ،فنقص الحديد يؤدي إلى فقر الدم، ونقص الزنك يؤدي إلى ضعف إلتئام الانسجة ويزيد من إلتهاب الأمعاء ،ونقص المغنزيوم يؤدي إلى التشنجات.
فيما يخص فقدان البروتينات عبر الأمعاء ،فتسرب البروتينات عبر جدار الأمعاء يؤدي إلى تورم الجسم ،بسبب نقص الألبومين، وضعف عام في العضلات.
نقص الإلكتروليتات والجفاف :فنقص الصوديوم يؤدي إلى تشوش ذهني وإنخفاض ضغط الدم، و نقص البوتاسيوم يعطي ضعف في تقلصات العضلات وإضطراب في دقات القلب.
-العدوى الثانوية للجهاز الهضمي بسبب ضعف المناعة:
فتؤدي إلى سوء الإمتصاص وفقدان الوزن .
فيما يخص الأعراض الهضمية للحصبة:
-الإسهال الحاد: فالإسهال المائي هو الأكثر شيوعا، و يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف. و-قد يكون الإسهال مصحوبا بالمخاط، أو بالدم في حالة وجود عدوى ثانوية.
-الغثيان والقيء الناتج عن الإلتهاب ببطانة المعدة.
-آلام البطن نتيجة إلتهاب الأغشية المخاطية وتقلصات الأمعاء.

للحصبة مضاعفات خطيرة من بينها: -الجفاف الشديد:
ففقدان السوائل عبر الإسهال و القيء يؤدي إلى جفاف يهدد الحياة، ومن بين أعراض الجفاف، نجد العطش الشديد جفاف الفم إنخفاض التبول، تسارع دقات القلب ،خلل في الوظائف الحيوية، وبالتالي صدمة نقص حجم الدم ،و الوفاة في حالة غياب العلاج.
-سوء التغذية الحاد: فالأطفال المصابون بالحصبة يعانون من سوء التغذية نتيجة فقدان الشهية وسوء الإمتصاص ،وكذا ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بمضاعفات أخرى وبالتالي، فسوء التغذية المزمن يؤدي إلى تأخر في النمو و فقر في الدم.
العدوى الثانوية: بسبب ضعف المناعة يؤدي إلى التعرض للإصابة بعدوى معدية بكتيرية أو طفيلية.
-إلتهاب القولون التقرحي: فالإلتهاب المزمن قد يؤدي إلى تقرحات في القولون ،مما يزيد من شدة النزيف المعوي.
والقرحة المعدية.
-إنسداد الأمعاء نتيجة إلتهاب شديد في الأمعاء ، هي حالة نادرة، وخطيرة.
-إضطرابات دائمة في الهضم، مثل متلازمة سوءالإمتصاص أو متلازمة الأمعاء المتسربة.

-فيما يخص علاج الحصبة، فيرتكز أساسا على السيطرة على الأعراض، بتعويض السوائل عن طريق محاليل الإماهة الفموية، السوائل الوريدية في الحالات الشديدة ،خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول ،أدوية مضاده للقيء ،معالجة العدوى الثانوية بالمضادات الحيوية عند تأكيد وجود عدوى بكتيرية أو أدوية مضادة للطفيليات .
-تحسين التغذية بتقديم نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والبروتينات. -مكملات الفيتامينات لتقليل مضاعفات الحصبة.
-علاج المضاعفات بمعالجة الجفاف، علاج الإمتصاص بإستخدام مكملات غذائية متخصصة.
لتبقى الاشارة الى ان الوقاية خير علاج ،فالوقاية من الحصبة و تأثيرها، يرتكز على التلقيح ضد الحصبة وفقا للبرنامج الوطني للتمنيع الذي يوصي باعطاء الطفل جرعة من هذا اللقاح في الشهر التاسع و اخرى في الشهر الثامن عشر ويجب ان يتذكر الاباء انه قبل بضع سنوات كان العديد من الاطفال يتوفون بسبب هذا الداء و امراض اخرى فتاكة يستهدفها البرنامج الوطني للتلقيح ،لكن بفضل اللقاحات الامنة و الفعالة و المتاحة يمكننا تجنب هاته المآسي و هو لقاح ذو فعالية كبيرة وآمن ومتوفر بالمجان في كل المراكز الصحية

الدكتورة نجاة خليل
إختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد
مستشفى محمد الخامس بصفرو

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا