المغرب
خطاب جلالة الملك وقرار مجلس الامن عنوانا لمغرب الانتصارات ويؤسسان لمغرب ما بعد 2025.

د.أحمد درداري
يمثل الخطاب الملكي تتويجا لانتصار المغرب بعد خمسين سنة من التضحيات، وتجديدا لمسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
- الخطاب هو عنوان لمغرب الانتصارات على التحديات.
يأتي الخطاب الملكي في ظرفية حاسمة ويؤكد على الانتصار، بالتزامن مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب. - مضمون الانتصار في الخطاب الملكي.
لكون الخطاب جاء في مرحلة فاصلة، وتمثل منعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث، حيث تم حسم نزاع الصحراء المغربية، واقرار الحكم الذاتي كحل وحيد لتسوية الخلافات الداخلية بين البوليساريو والمغرب، وتم فصل مرحلة ما قبل 31 أكتوبر 2025، عن مرحلة ما بعده. - ثوابت الانتصارات المغربية وتجلياتها.
ترتكن الانتصارات إلى ثابت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي يترافع على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية.
وكذلك ثابت الدينامية التي اطلقها جلالة الملك ، في السنوات الأخيرة، و التي أثمرت على جميع الأصعدة، حيث ان ثلثي الدول بالأمم المتحدة، أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي، هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع.
ومن جهة أخرى نجد من بين تجليات الانتصارات المغربية تنامي الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمملكة، على الأقاليم الجنوبية الذي عرف تزايدا كبيرا، بعد قرارات القوى الاقتصادية الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، وروسيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، بتشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية مع هذه الأقاليم. - الاقاليم الجنوبية للمملكة اصبحت قطبا تنمويا واستراتيجيا.
وبفضل توجيهات جلالة الملك اصبحت قطبا للتنمية والاستقرار، ومحورا اقتصاديا بمحيطها الجهوي، بما في ذلك منطقة الساحل والصحراء. - التاريخ الأممي المفصلي في طي نزاع الصحراء المغربية.
بتاريخ 31 اكتوبر 2025، حدد مجلس الأمن المبادئ والمرتكزات في قراره، المتعلق بالحل السياسي النهائي لهذا النزاع، في إطار حقوق المغرب المشروعة. - مرحلة ما بعد قرار مجلس الأمن.
ينتظر سياق هذا القرار الأممي، قيام المغرب
بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، وسيقدمها للأمم المتحدة، لتكون الأساس الوحيد للتفاوض، باعتبارها الحل الواقعي والقابل للتطبيق، وأنها ضامنة للحقوق في ظل استقلال تنموي وسياسي ديمقراطي لا يتعارض مع وحدة البلاد الترابية. - الشكر الواجب للدول صاحبة المواقف والمساعي نصرة للحق والشرعية.
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي توجه اليها جلالة الملك بالشكر، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي بفضل جهوده فتح الطريق للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع.
ثم بعده بريطانيا وإسبانيا، وخاصة فرنسا، الذين بذلوا جهودا من أجل نجاح هذا المسار السلمي.
ثم توجه بجزيل الشكر لكل الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي ما فتئت تعبر عن دعمها، الدائم واللامشروط، لمغربية الصحراء، وكذا مختلف الدول عبر العالم، التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي. - التزام وتعهد وحرص جلالة الملك على معادلة لا غالب ولا مغلوب بين الأطراف.
رغم التطورات الإيجابية، التي تعرفها قضية الوحدة الترابية، يؤكد جلالة الملك على أن المغرب سيظل حريصا على تنزيل حل لا غالب فيه ولا مغلوب، ويحفظ ماء وجه جميع الأطراف. وان المغرب لا يعتبر هذه التحولات انتصارا، ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات. مما دفع جلالة الملك في نفس السياق، إلى توجيه نداء صادق، للإخوة في مخيمات تندوف، لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، للعودة إلى وطنهم وجمع الشمل مع أهلهم، والتعاطي مع ما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد. - التأكيد الملكي للعائدين على ضمان حقوقهم و احترام التعهدات المنصوص عليها دستوريا.
بصفته ملك البلاد، أكد جلالته على ضمان حقوق وحريات المواطنين، ويؤكد على أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن. - تجديد مبادرة اليد الممدودة للجزائر.
دعى جلالة الملك الرئيس الجزائري مرة أخرى، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار.
كما جدد جلالة التزامه بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس. - ربط تنمية الاقاليم الجنوبية بتضحيات جميع المغاربة.
قال جلالة الملك إن ما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية شاملة وأمن واستقرار، هو بفضل تضحيات جميع المغاربة.
وعبر عن اعتزازه وتقديره، لجميع الرعايا الأوفياء، لاسيما سكان الأقاليم الجنوبية، الذين أكدوا على الدوام، تشبثهم بمقدسات الأمة، وبالوحدة الوطنية والترابية للبلاد.
وأشاد بالجهود الدؤوبة، التي تبذلها الفعاليات الدبلوماسية الرسمية والحزبية والبرلمانية، ومختلف المؤسسات الوطنية، من أجل الطي النهائي لملف وحدتنا الترابية.
وبمناسبة حدث المسيرة الخضراء الخالدة، يستحضر جلالة الملك بكل إجلال وتقدير، التضحيات الجسيمة، التي قدمتها القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمنية، بكل مكوناتها، وعائلاتهم بمختلف مناطق البلاد، طيلة خمسين سنة الماضية، في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.




