الصحافة بين الاخلاق والمسؤولية

في زمن تدفق المعلومات وانتشار المنصات الرقمية اصبح نقل الخبر مسؤولية مضاعفة تتطلب دقة وتحري قبل النشر. ومع ذلك ما زلنا نرى بعض الصفحات والجرائد الالكترونية تسقط في فخ السبق الصحفي المزعوم على حساب الحقيقة والاخلاق
ان من اخطر ما يمكن ان تقدمه الصحافة للراي العام هو المعلومة المزيفة او الخبر غير المؤكد. فحين يتم نشر ادعاءات خطيرة مثل اتهام اشخاص بالتخابر او الخيانة دون دلائل او تحقق، فان ذلك لا يسيء فقط لهؤلاء الافراد وعائلاتهم، بل يهز ثقة المجتمع في مهنة الصحافة برمتها. وما يزيد الامر سوءا ان بعض هذه الاخبار تتضح لاحقا انها عارية من الصحة كما وقع في حالة تاونات، حيث تبين ان الامر مجرد بحث روتيني على خلفية احتجاجات، وان الموقوفين اطلق سراحهم بعد ذلك
الصحافة ليست مجرد كلمات تكتب او عناوين مثيرة تجلب القراءات، بل هي ميثاق اخلاق ومسؤولية اجتماعية. الصحفي الحق هو من يتحرى قبل ان يكتب، ويوازن بين حق الجمهور في المعلومة وحق الافراد في الكرامة. السبق لا يبرر التضليل، والحرية لا تعني الفوضى
على المؤسسات الاعلامية ان تضع معايير واضحة للتدقيق والتحقق، وعلى القراء ان يكونوا واعين بان ليس كل ما ينشر يستحق التصديق. فالمجتمع لا يبنى على الشائعات، بل على الحقائق
ان الحاجة اليوم اكبر من اي وقت مضى لاعلام مسؤول يحترم عقول الناس، ويصون سمعة الافراد، ويجعل من الحقيقة عنوانه الاول




