المغرب

حفل التميز أم كليب شعبي؟ التعليم المغربي يشد الرحال نحو المستقبل… لكن على إيقاع “شوشو”!

بينما تتهاوى مؤشرات القراءة والرياضيات، وتحتل مدارسنا مراتب متأخرة في تقارير التعليم الدولية، يصر البعض على أن الحل يكمن في استدعاء المغنية “شوشو” لإحياء حفل تربوي! نعم، لقد قرأت جيداً: في مدرسة يفترض أن تحتفي بالعقول، تم الاحتفاء بالأحبال الصوتية!

ما الرسالة التربوية التي نبعث بها لتلاميذ “درب السلطان” حين نضعهم في الصف الأول لمتابعة عرض فني تتصدره مغنية شعبية؟ هل نلقنهم حب العلم أم نجهزهم للالتحاق ببرامج “عرب آيدول”؟ وفيديوهات تيكتوك ؟

لقد نجحنا أخيرا في أن نجعل من المدرسة فضاء للإثارة… لكن ليس الفكرية. فضاء للتميز، ولكن في التنشيط الفني الرخيص. وعلى هذا المنوال، قد ننتظر مستقبلاً أن يُكرّم المتفوقون في الباكالوريا بجلسة مع “مول الكاسكيطة” أو عرض راقص مع أحد نجوم التيك توك.

السياسة التعليمية اليوم تبدو كمن يمسك بسبورة مكسورة ويصر على الكتابة عليها بأحمر الشفاه. مدارسنا لا تحتاج إلى “شوشو”، بل إلى مناهج تخرّج المفكرين، لا المغنين.

في الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لمن فكر في هذا “التميز التربوي الفريد”… قبعة مهرج طبعا، وليس مفكر تربوي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى