الرياضهالمغرب

حفل افتتاح يليق بالمملكة… حين احتضن المغرب إفريقيا في مشهد تاريخي مهيب


شهدت العاصمة الرباط حفل افتتاح استثنائي لنهائيات كأس أمم إفريقيا، حفلٌ ارتقى إلى مستوى الحدث القاري، وجسّد في تفاصيله صورة المغرب كأرض لقاء، وعمقٍ إفريقي ضارب في التاريخ، وحاضرٍ حداثيّ قادر على الإبهار والتنظيم والابتكار.
لم يكن حفل الافتتاح مجرد عرض فني عابر، بل لوحة حضارية متكاملة، جمعت بين الإرث الثقافي الإفريقي المشترك، الذي يشكل الذاكرة الجماعية لشعوب القارة، وبين التطور التقني واللوجستي المغربي، الذي أكد مرة أخرى قدرة المملكة على توظيف الحداثة في خدمة الهوية، دون انفصال عن الجذور.
ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق الحفل، بدا واضحًا أن الرهان لم يكن على الاستعراض فقط، بل على تقديم إفريقيا كما هي: قارة الحضارات، والتنوع، والروح الجماعية، حيث تعاقبت الفقرات الفنية لتجسد الغنى الثقافي الإفريقي، من الإيقاعات التقليدية إلى الرقصات الرمزية، في انسجام بصري وموسيقي عكس وحدة القارة رغم تعدد لغاتها وأعراقها.
وفي المقابل، شكّل الإخراج التقني المتطور، المعتمد على تقنيات حديثة في الإضاءة، والمؤثرات البصرية، والتنسيق اللوجستي الدقيق، عنوانًا للإبداع المغربي في تنظيم التظاهرات الكبرى، ورسالة واضحة مفادها أن المغرب لا يحتضن الحدث فقط، بل يصنع له هوية خاصة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقد أضفى حضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن على هذا الموعد القاري رمزية خاصة، تعكس الاهتمام الملكي المتواصل بالشباب والرياضة، وتؤكد في الآن ذاته عمق الارتباط التاريخي والاستراتيجي للمملكة المغربية بقارتها الإفريقية، ليس فقط من باب الجغرافيا، بل من خلال شراكات حقيقية، ورؤية تنموية مشتركة، وانتماء حضاري راسخ.
حفل الافتتاح، في مجمله، لم يكن احتفالًا بكرة القدم وحدها، بل احتفاءً بإفريقيا التي تتجدد، وبالمغرب الذي يراكم النجاحات تنظيمًا، وأمنًا، وبنيةً تحتية، ويثبت مرة بعد أخرى أنه فاعل محوري في المشهد القاري، وقادر على تحويل التظاهرات الرياضية إلى لحظات إشعاع حضاري ودبلوماسي.
هكذا، افتُتحت كأس أمم إفريقيا من أرض المغرب، في مشهد يختصر المعنى الحقيقي للشعار غير المعلن:
مملكة عظيمة، تحتضن قارة عظيمة، بروح إفريقية واحدة، ورؤية مغربية واثقة نحو المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى