خيم الحزن على مدينة بني ملال بعد الفاجعة التي أودت بحياة شرطي شاب مساء السبت 16 غشت 2025، في حادثة سير مؤلمة وقعت حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، حين كان الضحية يقود دراجته النارية الخاصة، قبل أن يصطدم بدراجة نارية أخرى من نوع “كاواساكي” كان يقودها شاب يبلغ من العمر 26 سنة.
الواقعة خلفت صدمة عميقة في صفوف أسرة الأمن الوطني وزملاء الفقيد، خصوصا أن الأخير كان يؤدي واجبه المهني بتفان وإخلاص. أما الجاني، فقد حاول الفرار من مكان الحادث تاركا الشرطي يصارع جراحه، ليتم لاحقا نقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالإصابات البليغة.
التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية ببني ملال كشفت أن المشتبه فيه من ذوي السوابق القضائية، وسبق أن تورط في قضايا تتعلق بالاتجار في المخدرات والاعتداءات الجسدية. وقد تمكنت العناصر الأمنية من توقيفه بعد وقت قصير من الحادث، حيث وضع رهن تدابير الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضه على القضاء لمعرفة كافة ملابسات الحادث وظروفه.
الحادث المؤلم أثار أيضا موجة غضب واسعة، خصوصا أن المتهم كان يقود بسرعة جنونية وبطريقة متهورة وسط الطريق العام، في استهتار بأرواح الناس وبالقوانين. وهو ما جدد النقاش حول ظاهرة السياقة المتهورة في شوارع المدن المغربية، وحتمية تشديد الرقابة والزجر لمواجهة هذه السلوكيات التي تحصد أرواح الأبرياء.
اليوم، ومع رحيل الشرطي الشاب، يتجدد مطلب الشارع بضرورة إنزال أقصى العقوبات على كل من يستهتر بالقانون ويعرض حياة الآخرين للخطر، حتى يبقى الحادث درسا مؤلما ورسالة ردع لكل من يتلاعب بسلامة المواطنين على الطرقات.
