تشهد فرق التدخل في إقليم أزيلال تعبئة غير مسبوقة لمواجهة آثار العواصف الثلجية التي تسببت في قطع عدة محاور طرقية، ما أدى إلى شلل مؤقت في حركة التنقل ببعض المناطق الجبلية. وتمكنت هذه الفرق، مساء يوم 31 يناير 2025، من إعادة فتح عدة محاور رئيسية أمام حركة السير، وسط استمرار الجهود لفك العزلة عن المناطق المتضررة.
طرق معاد فتحها وأخرى لا تزال مغلقة
وفقًا لمصادر ميدانية، نجحت فرق المديرية الإقليمية للتجهيز في إزالة الثلوج عن خمسة محاور رئيسية، مما أتاح إعادة الربط بين عدد من المناطق، من بينها الطريق الإقليمية الرابطة بين آيت تامليل ودمنات، بالإضافة إلى محاور أخرى في زاوية أحنصال، تيلوكيت وتبانت.
ورغم هذه الجهود، لا تزال فرق التدخل تعمل على إعادة فتح الطريق الوطنية رقم 23، التي تربط بين غسات ودمنات، إضافة إلى عدة طرق أخرى في الإقليم، حيث تعيق كثافة الثلوج عمليات الإزالة، خاصة في المناطق المرتفعة.
تحذيرات من الأرصاد الجوية ومخاوف من موجة برد جديدة
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية برتقالية، حذرت فيها من تساقطات ثلجية تتراوح بين 25 و50 سنتيمترًا، خاصة في المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن 1400 متر، والتي تشمل أقاليم إفران، خنيفرة، صفرو، الحوز، ميدلت، بولمان، ورزازات، تنغير، أزيلال، بني ملال، تازة وجرسيف.
وفي ظل هذه الظروف المناخية القاسية، تحث السلطات السائقين على توخي الحيطة والحذر، خاصة في المناطق الجبلية حيث يظل خطر الانزلاقات والضباب الكثيف قائمًا، مما قد يؤثر على الرؤية وحركة السير.
تعبئة شاملة لفك العزلة عن المناطق المتضررة
من جانبها، تؤكد السلطات المحلية أنها مستمرة في عمليات التدخل على مدار الساعة، مشيرة إلى أن الأولوية تُمنح لفتح المحاور الطرقية الرئيسية وضمان تنقل آمن للمواطنين.
وتعتمد جهود فك العزلة على معدات متطورة لإزاحة الثلوج، إلى جانب تعبئة فرق تقنية وموارد بشرية كبيرة لضمان التدخل السريع والفعال، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
تأثيرات اقتصادية واجتماعية
إلى جانب التحديات اللوجستية، فإن انقطاع الطرق يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي والتجاري في المناطق الجبلية، حيث يجد السكان صعوبة في التنقل وتأمين حاجياتهم اليومية. كما يعاني المزارعون ومربو الماشية من تأخر الإمدادات، خاصة في ظل نقص الأعلاف وارتفاع أسعار المواد الأساسية بسبب صعوبة النقل.
نداء إلى المواطنين والمزيد من الحذر
تدعو السلطات السائقين والمسافرين إلى التقيد بتوجيهات السلامة المرورية، وعدم المغامرة بالسفر في ظل الظروف المناخية الصعبة دون التأكد من حالة الطرق والتزود بالوقود والمؤونة. كما توصي بمتابعة النشرات الجوية والبلاغات الرسمية قبل اتخاذ أي قرار بالسفر عبر الطرق الجبلية.
في انتظار تحسن الأحوال الجوية واستكمال عمليات إزالة الثلوج، تبقى السلامة العامة والحذر مفتاحًا لتجنب أي حوادث محتملة خلال هذه الفترة الشتوية العصيبة.