الرياضهالمغرب

جمهور الوداد البيضاوي يتفاعل مع احتجاجات الصحة والتعليم

جماهير الوداد البيضاوي، المعروفة بانتمائها الجارف وتفاعلها الدائم مع قضايا المجتمع، رفعت شعارات ولافتات داخل المدرجات لتعبر عن تضامنها مع الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن مغربية احتجاجا على تردي أوضاع قطاعي الصحة والتعليم. لم تعد الهتافات داخل ملعب محمد الخامس تقتصر على تشجيع الفريق الأحمر، بل تجاوزت ذلك لتصبح صرخة احتجاج ضد غياب، وانهيار المنظومة الصحية، وتراجع جودة التعليم العمومي الذي بات يعاني من الاكتظاظ، ونقص الموارد البشرية، وضعف البنيات التحتية.

في لوحات بارزة ولافتات كتبت بخط اليد، رفعت الجماهير شعارات مثل “الصحة حق وليس منحة”، و”التعليم أولا قبل الكرة”، و”لا تعليم لا تطبيب ويحسن عوان الجيب”، مما يعكس وعيا جماهيريا متقدما يربط بين الانتماء الرياضي والانخراط المدني. هذه المبادرة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسلوك تاريخي لجماهير الوداد التي طالما كانت في طليعة الحركات الشعبية، سواء خلال مراحل النضال الوطني أو في مختلف المحطات الاجتماعية التي عرفها المغرب.

اللافت أن هذا التفاعل لم يقتصر على فئة معينة من المشجعين، بل شمل مختلف الأعمار والطبقات، من الشباب إلى كبار السن، ومن الأحياء الشعبية إلى الأحياء المتوسطة، ما يدل على أن الأزمة في هذين القطاعين الحيويين أصبحت تمس الجميع دون استثناء. وقد لاقى هذا الموقف صدى واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول النشطاء صور اللافتات ومقاطع الفيديو التي توثق هذه اللحظات، معتبرين أن الجماهير الودادية أعادت للرياضة بعدها الإنساني والوطني، بعد أن كادت أن تتحول إلى مجرد سلعة تجارية.

إن هذا التعبير الجماهيري السلمي يعد رسالة واضحة إلى صناع القرار مفادها أن المواطنين لم يعودوا يقبلون بالحلول الترقيعية، بل يطالبون بإصلاحات جذرية تعيد الاعتبار للخدمات الأساسية التي تشكل ركيزة بناء دولة المواطنة والكرامة. ويبقى جمهور الرياضة ، نموذجا حيا على أن الرياضة يمكن أن تكون جسرا بين الملعب والشارع، وبين الحلم الجماعي والعدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى