لالة سلمى ولالة خديجة.. لحظة دفء ملكي في قلب فاس العتيقة

في مشهد أنيق يختزل عبق التاريخ ورهافة الحضور الملكي، قامت صاحبة السمو الأميرة لالة سلمى رفقة كريمتها الأميرة لالة خديجة بزيارة خاصة إلى حديقة “جنان سبيل” وسط فاس العتيقة، أحد أقدم الفضاءات الخضراء بالمغرب وأجملها.
الزيارة لم تكن مجرد جولة عابرة، بل لقاء صامت بين الذاكرة والوجدان، بين التاريخ المغربي المجيد وحداثة الحضور النسوي في الأسرة الملكية. فـ”جنان سبيل”، الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، يستعيد مع هذه الزيارة جزءاً من إشراقه، وكأن الطبيعة فيه تنصت لخطى أميرةٍ فاسية الأصل تعرف تفاصيل المكان كما تعرف نبض المدينة التي ولدت فيها.
تجولت الأميرة ونجلة جلالتهما بين الممرات الحجرية والظلال الوارفة، حيث تنبعث من كل زاوية رائحة الزمن الجميل، وتتناثر بين الأشجار قصص الأندلسيين الذين حملوا معهم فنون الماء والبساتين إلى فاس. توقفهما عند معالم المدينة القديمة لم يكن بروتوكولاً رسمياً، بل لحظة إنسانية خالصة تنضح بحب المكان، وتؤكد ذاك الرابط الوجداني الذي يجمع الأسرة الملكية بتاريخ فاس وروحها العتيقة.
المدينة التي طالما شكلت منارة للعلم والروح والجمال، بدت في تلك اللحظات أكثر حيوية وأناقة. سكان فاس الذين تناقلوا الخبر بحفاوة، رأوا في الزيارة التفاتة رمزية تُعيد الاعتبار لتراث مدينتهم، وتؤكد حضورها الدائم في الوجدان الوطني.
لالة سلمى التي ارتبط اسمها دوما بالأناقة والرقي والالتزام الاجتماعي، جسدت من خلال هذه الزيارة استمرار تلك الصلة الحميمة مع فاس التي تعرفها حجراً حجراً، وساحةً ساحة. أما لالة خديجة، فكانت إلى جانبها تمثل امتداد الجيل الجديد، حضوراً ناعماً يحمل ملامح المستقبل في مدينةٍ تحتفظ بكل ماضيها.
هكذا تتحول جولة في “جنان سبيل” إلى لحظة رمزية تختصر معاني الوفاء للأصل والاعتزاز بالهوية، وتؤكد أن فاس، مهما امتدت المدن حولها، ستبقى قلب المغرب النابض بالجمال والذاكرة.




