دعوة لإنهاء مهمة “المينورسو” ودعم السيادة الصحراء المغربية: باحث أمريكي يقدم تحليلاً حاسماً

في تحليل لافت نُشر على الموقع الإنجليزي لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، دعا الباحث المغربي المقيم في الولايات المتحدة، أمين أيوب، إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (المينورسو)، مؤكداً أن هذه المهمة أصبحت متجاوزة وغير ذات جدوى بعد أكثر من ثلاثة عقود من الجمود السياسي.
وأوضح الباحث لدى Middle East Forum أن ما كان يُفترض أن يكون حلاً مؤقتًا — تنظيم استفتاء لتقرير المصير — تحوّل إلى حالة من الشلل الدبلوماسي المزمن، مشيراً إلى أن “الوقت قد حان لإنهاء هذه المهمة الأممية والاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية”.
مخطط الحكم الذاتي: مقترح واقعي ومتماشٍ مع التحديات الراهنة
استعرض أمين أيوب مضمون المبادرة المغربية للحكم الذاتي، المقدمة سنة 2007، والتي تتيح للسكان الصحراويين إدارة شؤونهم المحلية ضمن سيادة المملكة المغربية، مع احتفاظ الدولة المركزية بالصلاحيات السيادية كالخارجية والدفاع. واعتبر الباحث أن هذا المقترح يتماشى مع التحديات الحديثة مثل الهجرة والتكامل الاقتصادي والأمن الإقليمي، داعياً إلى التخلي عن فكرة الاستفتاء التي أصبحت، بحسبه، “نموذجاً بائدًا لا يجيب على واقع اليوم”.
وأشار إلى الطفرة التنموية التي تعرفها مدن الصحراء، مثل العيون والداخلة، من خلال إنشاء المستشفيات والمدارس والموانئ ومشاريع الطاقة المتجددة، مبرزاً أن هذه الاستثمارات تعكس فعالية الإدارة المغربية ورؤيتها الشاملة للإدماج المجالي والاقتصادي.
الأمن والاستقرار: المغرب شريك استراتيجي في محاربة الإرهاب
أبرز التحليل كذلك الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في مواجهة التهديدات الأمنية، خصوصاً في ظل تصاعد الفوضى بمنطقة الساحل، معتبراً أن المملكة تمكنت من تجنب الانزلاقات الأمنية بفضل تعاون مدني-عسكري فعّال، وتحالفاتها المتينة مع شركاء دوليين من قبيل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
ولفت الباحث إلى أهمية تصنيف المغرب كـ”حليف رئيسي خارج الناتو” منذ سنة 2004، معتبراً أن هذا الوضع يعزز الدور الإقليمي للمغرب في تأمين محيطه، وخصوصاً عبر اتفاق التبادل الحر مع الولايات المتحدة الذي دعم النمو التجاري والاقتصادي بين البلدين.
نحو مقاربة جديدة: توجيه الموارد لمهام أكثر إلحاحاً في ختام مقاله، دعا أمين أيوب المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة، إلى إنهاء مهمة المينورسو، وتوجيه الموارد المخصصة لها نحو قضايا أكثر أولوية، مثل الإغاثة الإنسانية ومكافحة الإرهاب في إفريقيا. وأضاف أن الإبقاء على هذه المهمة بشكلها الحالي يشكل “عقبة أمام التنمية والاستقرار”، وأنه آن الأوان لتحديث الرؤية الدولية عبر دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد وواقعي لهذا النزاع المفتعل