فاجعة بأكادير.. كلاب ضالة تنهش رجلا مسنا وتزهق روحه أمام منزله وسط دعوات عاجلة للتدخل

استيقظ سكان دوار “إيرين” بجماعة تامري شمال أكادير صباح الأحد على وقع حادث مأساوي هز مشاعر الجميع، بعدما تعرض رجل مسن لهجوم مباغت من مجموعة من الكلاب الضالة أمام منزله. الهجوم كان شرسا إلى درجة أن الضحية أصيب بجروح بالغة في أنحاء متفرقة من جسده، ما تسبب في وفاته في مكان الحادث قبل وصول أي مساعدة طبية.
شهود عيان أكدوا أن الرجل كان يهم بمغادرة منزله في ساعات الصباح الأولى، قبل أن تحاصره الكلاب وتشرع في مهاجمته بشكل جماعي، في مشهد صادم وعنيف أثار الذعر في نفوس الأهالي. ورغم محاولات بعض السكان التدخل لإنقاذه، إلا أن شراسة الهجوم وسرعة وقوعه جعلت الأمر خارج السيطرة.
الأهالي عبروا عن استيائهم العميق من استمرار ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، مشيرين إلى أن الخطر لم يعد يقتصر على القرى أو المناطق النائية، بل امتد ليشمل أحياء داخل المدن. ووفق إفادات السكان، فإن هذه الكلاب تتحرك في جماعات كبيرة يصل عددها أحيانا إلى عشرين كلبا، مما يجعل مواجهتها أو التصدي لها أمرا بالغ الصعوبة، خاصة في غياب تدخلات ميدانية فعالة من السلطات.
هذه الفاجعة تسلط الضوء من جديد على ملف الكلاب الضالة في المغرب، والذي ظل يثير جدلا واسعا في السنوات الأخيرة، بين الدعوات إلى حلول عاجلة تحمي المواطنين، والمطالب بإيجاد مقاربة متوازنة تراعي السلامة العامة والاعتبارات الإنسانية. منظمات المجتمع المدني وخبراء الصحة العامة يرون أن الأمر أصبح قضية أمن صحي واجتماعي تستدعي تحركا فوريا، خاصة مع تزايد الحالات التي يسقط فيها ضحايا، بعضهم من الأطفال أو كبار السن.
السكان في جماعة تامري، ومعهم مواطنون في مناطق أخرى، يناشدون السلطات المعنية إطلاق حملات شاملة للحد من انتشار الكلاب الضالة، سواء عبر برامج التلقيح والتعقيم أو من خلال إجراءات أكثر حزما تضمن سلامة المواطنين. فالحياة اليومية، كما يقول أحد سكان الدوار، أصبحت محفوفة بالخطر، حيث يضطر الكثيرون لتجنب الخروج في أوقات معينة خوفا من التعرض لهجمات مشابهة.
هذه الحادثة المؤلمة تشكل جرس إنذار جديد لخطورة الظاهرة، وتدعو إلى تحرك وطني جاد قبل أن تتكرر المأساة في مناطق أخرى، وتستمر الكلاب الضالة في حصد المزيد من الأرواح البريئة.