
أوقفت السلطات المغربية بمطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدار البيضاء، يوم الإثنين 21 يوليوز 2025، رجل أعمال إسرائيلي معروف فور وصوله قادما من دبي، وذلك تنفيذا لمذكرة توقيف دولية صادرة عن السلطات الألمانية عبر منظمة الإنتربول.
المعني بالأمر، الذي لم يُكشف عن هويته، كان مرفوقا بطفله الصغير، حيث تم تسليمه لأحد المقربين منه، في حين جرى اقتياد الأب إلى العاصمة الرباط من أجل التحقيق معه حول التهم الموجهة إليه في ملف احتيال واسع النطاق طال آلاف المواطنين الألمان.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن رجل الأعمال الموقوف يُشتبه في تورطه في شبكة دولية لتوظيف الأموال عبر سوق تداول العملات الأجنبية (الفوركس)، وهي العملية التي ألحقت خسائر مالية فادحة بضحاياها، تجاوزت الملايين من اليوروهات، وأدت إلى إفلاس واستنزاف مدخرات عدد كبير من المتضررين.
وكان المشتبه فيه قد أسس شركات واجهة في عدة مدن بأوروبا الشرقية وإسرائيل، وعمد إلى توظيف عشرات الأشخاص لتقديم أنفسهم كمستشارين ماليين، هدفهم استدراج مواطنين ألمان للاستثمار في سوق العملات مقابل وعود بتحقيق أرباح مرتفعة، قبل أن يكتشف هؤلاء لاحقًا أنهم وقعوا ضحية عملية نصب ممنهجة.
السلطات الألمانية تمكنت بعد سنوات من البحث من جمع أدلة كافية لإدانته، خاصة بعد كشف تملكه لفيلا فاخرة في هرتسيليا بقيمة تناهز 25 مليون شيكل، دون أن تتمكن السلطات الإسرائيلية من محاكمته أو مصادرة أصوله لغياب الأدلة الكافية وفقًا للمعايير القضائية هناك.
وقد أعرب مصدر أمني مغربي، شارك في عملية التوقيف، عن مفاجأته قائلا: “لقد صُدم عندما عُرضت عليه مذكرة التوقيف الدولية”، مشيرا إلى أن المشتبه فيه لم يكن يعلم أن ملفه محل متابعة دقيقة بين برلين ودبي.
يُذكر أن المغرب قام بتنفيذ توقيف المعني بالأمر في إطار التزامه بالتعاون القضائي الدولي، في انتظار استكمال المساطر المتعلقة بتسليمه إلى السلطات الألمانية المعنية.