تواضع الملك محمد السادس.. سلوك يومي ورسالة بليغة للمغاربة

في مشهد بسيط لكنه عميق الدلالة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مقطع فيديو يوثق لحظة توقف الملك محمد السادس بسيارته عند ممر للراجلين بمدينة مرتيل، حيث فسح المجال لإحدى السيدات لعبور الطريق، دون أن تدرك هذه الأخيرة أن من أوقف حركته هو الملك نفسه.
هذا الموقف، الذي بدا عاديا في ظاهره، حمل رسالة قوية للمجتمع بأسره، مفادها أن احترام القانون يبدأ من القمة، وأن القدوة تأتي بالفعل قبل القول. فالتزام الملك بقانون السير، في وقت يشتكي فيه الكثير من المواطنين من تهور بعض السائقين وتجاهلهم لممرات الراجلين، جسد صورة نموذجية لقائد يضع نفسه في خدمة المثال وليس الاستثناء.
ردود الفعل التي أعقبت انتشار الفيديو كانت واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثير من المغاربة عن إعجابهم وتقديرهم لهذا السلوك، معتبرين أنه يعكس عمق التواضع الملكي، ويؤكد أن الالتزام بالقانون ليس امتيازا لفئة دون أخرى، بل مسؤولية جماعية تبدأ من رأس الدولة.
لقد دأب الملك محمد السادس على إظهار هذه السلوكيات الإنسانية في مواقف مختلفة، سواء عبر جولاته المفاجئة بين المواطنين، أو تفاعله المباشر مع الفئات الهشة، أو التزامه بالقوانين في تفاصيل الحياة اليومية. كلها مشاهد تبني جسور الثقة وتقوي الرابط الرمزي بين الملك وشعبه.
إن تواضع الملك محمد السادس لا يمكن اختزاله في موقف عابر، بل هو أسلوب قيادة يعكس رؤية متجددة لمفهوم السلطة، قوامها القرب من المواطنين، وترسيخ ثقافة المواطنة الحقة، والالتزام بالقدوة الصالحة التي تحفز الجميع على احترام القانون والمساهمة في بناء مجتمع يسوده النظام والاحترام المتبادل.