النيف تحتفي بالأعراس الجماعية في مشهد احتفالي يوثق الذاكرة الجماعية للجنوب الشرقي

عرفت منطقة النيف بإقليم تنغير انطلاق فعاليات الأعراس الجماعية في أجواء احتفالية متميزة، عكست عمق التقاليد المحلية وروح التضامن المجتمعي، حيث تحولت الفضاءات العمومية إلى مسرح مفتوح يزخر بالألوان والموسيقى والزغاريد.المبادرة، التي تندرج ضمن الدينامية الثقافية والاجتماعية التي تعرفها المنطقة، انطلقت بمشاركة عدد من العرسان الذين اختاروا إحياء زفافهم في صيغة جماعية، تعبيرا عن الانتماء المشترك وتقاسم الفرح بين الأسر والعائلات. وقد توافد سكان المنطقة من مختلف الدواوير، إلى جانب الزوار والضيوف، لحضور هذه المناسبة التي باتت تمثل موعدا سنويا راسخا في الوجدان المحلي.المسيرة الافتتاحية انطلقت وسط تصفيقات الحضور وزغاريد النساء، حيث رُفعت الرايات وتقدمت المجموعات الفولكلورية بأهازيج تراثية تعبّر عن الفرح والتماسك. العرائس ارتدين الزي الأمازيغي الكامل المزركش بالألوان والأحجار التقليدية، بينما ظهر العرسان بجلابيبهم البيضاء وعماماتهم الصحراوية، في صورة جمعت بين البساطة والفخامة.وشهدت ساحة إمي نغرام تنظيم مراسيم الحناء الجماعي، وسط أجواء تقليدية أصيلة، تُزينها نقوش الحناء وأناشيد نسائية تتوارثها الأجيال. كما سيعرف برنامج الأيام المقبلة تقديم عروض فنية واستعراضات تراثية من فرق محلية، الى جانب تنظيم ولائم جماعية تعبّر عن كرم الضيافة لدى سكان المنطقة.الأعراس الجماعية في النيف ليست مجرد طقس احتفالي، بل تعبير اجتماعي عن قيم التعاون والتضامن، حيث تتكفل الجمعيات والفعاليات المحلية بتوفير مستلزمات الزفاف، وتيسير العقبات أمام الأزواج الجدد، في مبادرة تهدف الى تقوية النسيج الأسري وتخفيف الأعباء المادية على المقبلين على الزواج.وقد أشاد عدد من الحضور بحسن التنظيم والانخراط الواسع للساكنة، مؤكدين أن هذه التظاهرة تحولت الى مناسبة ثقافية وتراثية تعزز من إشعاع المنطقة وتساهم في تنشيط حركتها السياحية والاقتصادية.النيف، وهي واحدة من المناطق الغنية بإرثها الحضاري والإنساني، تقدم من خلال هذه المناسبة نموذجا حيا في الحفاظ على الموروث وتكييفه مع متطلبات العصر، في انسجام تام بين الأصالة والمعاصرة.




