تفكيك وكر لتخزين المخدرات بالمحمدية.. عملية نوعية تؤكد يقظة الأجهزة الأمنية وتكشف تحولات الجريمة المنظمة
في إطار الجهود الأمنية المتواصلة لمحاربة ترويج المخدرات، تمكنت المصالح الأمنية بمدينة المحمدية، مساء الخميس، من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن تفكيك وكر سري لتخزين وتوزيع المواد المخدرة داخل شقة بحي لاكولين.
العملية جاءت بعد أسابيع من المراقبة والتتبع الدقيق لتحركات عدد من المشتبه فيهم، قبل أن تباغتهم عناصر الأمن أثناء تواجدهم داخل الشقة، حيث تم توقيف شخصين من جنسية إفريقية في حالة تلبس بترويج المخدرات، فيما تمكن شخص ثالث من الفرار نحو وجهة مجهولة، وتواصل المصالح الأمنية البحث لتوقيفه.
وخلال عملية التفتيش، تم حجز أكثر من مئة كيلوغرام من المواد المخدرة، إلى جانب أدوات ومعدات تستعمل في التغليف والتخزين، ما يؤكد أن المكان كان يُستغل بشكل منظم كمركز لتوزيع المواد المحظورة.
وقد جرى إحالة الموقوفين على المصلحة الأمنية المختصة للتحقيق تحت إشراف النيابة العامة، من أجل تحديد باقي المتورطين وكشف امتدادات الشبكة داخل المدينة وخارجها.
وتبرز هذه العملية مرة أخرى فعالية العمل الأمني الميداني بالمحمدية، حيث يتم الجمع بين الرصد التقني والاستخباراتي والمداهمة الميدانية الدقيقة، بما يعكس جاهزية المصالح الأمنية في مواجهة التطور المستمر لشبكات الاتجار غير المشروع.
تحليلا، تكشف الواقعة عن بعدين رئيسيين:
الأول هو تحول الجريمة المنظمة نحو أساليب أكثر تعقيدا، باستغلال الشقق السكنية والأحياء الهادئة لتخزين وتوزيع المخدرات بعيدا عن أعين السلطات، وهو ما يتطلب تطوير أدوات المراقبة وجعل التعاون بين المواطنين والأمن أكثر فعالية.
أما البعد الثاني فيتعلق بقدرة الأجهزة الأمنية المغربية على التحAdaptation والاستباق، إذ لم تعد محاربة المخدرات مجرد عمليات ميدانية، بل باتت جزءا من استراتيجية شاملة لتجفيف منابع التهريب والترويج، تجمع بين التحريات التقنية والتدخل السريع، وتنسق على المستويين المحلي والوطني.
ويرى مراقبون أن هذه النجاحات الأمنية المتتالية تساهم في تعزيز ثقة المواطنين بمؤسساتهم الأمنية، وتؤكد أن محاربة المخدرات لم تعد قضية ظرفية، بل أولوية وطنية تتقاطع فيها الأبعاد الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.
