تفكك اجتماعي يطفو على السطح داخل مخيمات تندوف

١
تداولت منصات التواصل في الساعات الاخيرة مقطع فيديو يوثق مشاهد صادمة من داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف حيث ظهرت مجموعة من النساء في مشادّات عنيفة وصل حد تبادل الرشق بالحجارة وسط الخيام وترديد عبارات مسيئة ذات طابع عنصري ما يعكس حجم الاحتقان الذي يعيشه ساكنة هذه المخيمات.
المشهد يكشف عن هشاشة الوضع الاجتماعي داخل تندوف حيث يغيب أي شكل من اشكال الضبط المدني الطبيعي في ظل سيطرة مليشيات البوليساريو على المخيمات. فبدل مؤسسات مدنية حقيقية تدير حياة الناس يجد السكان انفسهم في فضاء اشبه بمعسكر خاضع لاوامر عسكرية حيث يسود منطق القوة والتمييز.
هذه الحوادث ليست مجرد خلافات عابرة بل هي مؤشر على تفكك اجتماعي داخلي يتفاقم بفعل انعدام افق الحل وغياب آليات حوار ديمقراطي حقيقي. فالظروف المعيشية القاسية داخل المخيمات مع طول امد النزاع جعلت العلاقات بين المكونات اكثر هشاشة وجعلت الخلافات تتخذ طابعا قبليا وعنصريا.
المشهد اذن يعكس فشل مشروع البوليساريو في توفير فضاء عيش انساني لساكنة المخيمات حيث تحولت تندوف الى فضاء احتجاز جماعي يخضع لهيمنة مليشيا مسلحة بدل ان يكون مخيما لجوء يخضع لمعايير انسانية. وما وقع يضع المجتمع الدولي امام مسؤولية مساءلة هذا الكيان حول مصير الاف الاشخاص العالقين في ظروف غير انسانية ومهددين بمزيد من الانقسام والصدام.