في إنجاز أمني جديد يؤكد متانة التعاون بين المغرب وإسبانيا في مكافحة الجريمة المنظمة، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، اليوم الأربعاء، عن تفكيك منظمتين إجراميتين دوليتين تنشطان في مجال تهريب الحشيش نحو أوروبا، وذلك بفضل عملية مشتركة تم تنفيذها بتنسيق محكم مع المديرية العامة للأمن الوطني بالمملكة المغربية.
ووفق بلاغ للشرطة الإسبانية، فقد أسفرت العملية، التي جرت بتنسيق مع النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، عن حجز عشرين طنا من الحشيش كانت مخبأة داخل شحنات من الفلفل على متن شاحنات مبردة، في واحدة من أكبر الضربات الموجهة ضد شبكات التهريب الدولي خلال الأشهر الأخيرة.
وانطلقت الأبحاث بعد تبادل دقيق للمعلومات بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، مما مكن من تحديد تحركات قافلتين محملتين بالمخدرات. وتمت مداهمة القافلة الأولى في بلدة سانلوكار دي باراميدا بإقليم قادس، حيث حُجزت اثنا عشر طنا من الحشيش، وأوقف خمسة عشر شخصا يشتبه في ارتباطهم بالشبكة. وبعد ثلاثة أيام فقط، نفذت عملية ثانية ناجحة في إقليم غرناطة، أفضت إلى حجز ثمانية أطنان إضافية وتوقيف خمسة أشخاص آخرين.
وبذلك ارتفع عدد الموقوفين إلى عشرين شخصا وُضعوا رهن الاعتقال، في حين أسفرت عمليات التفتيش عن حجز تسع مركبات، وسلاح أوتوماتيكي، ومبالغ مالية ناهزت سبعة آلاف أورو.
وأكدت الشرطة الإسبانية أن العملية تجسد المستوى الرفيع للتنسيق الأمني بين الرباط ومدريد، مشيدة بالثقة المتبادلة وسرعة تبادل المعلومات التي مكّنت من توجيه ضربات دقيقة للشبكات الإجرامية العابرة للحدود.
ويُعد هذا التعاون المتين امتدادا لمسار طويل من التنسيق الأمني بين البلدين، حيث أصبحت الشراكة المغربية الإسبانية نموذجا يُحتذى به في محيط البحر الأبيض المتوسط، سواء في مكافحة تهريب المخدرات أو التصدي للهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة، في إطار مقاربة تقوم على المسؤولية المشتركة وحماية الأمن الإقليمي.
بهذا الإنجاز، يواصل المغرب وإسبانيا ترسيخ موقعهما كشريكين أساسيين في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، من خلال تعاون أمني يثبت، مرة بعد أخرى، أنه يتجاوز الحدود الجغرافية ليشكل سدا منيعا أمام الشبكات الإجرامية العابرة للقارات
