يتواصل الحراك التضامني مع غزة في إيطاليا، حيث اتخذ أشكالا متعددة امتدت من الموانئ إلى المستشفيات. ففي مدينة جنوة، أعلن عمال الموانئ موقفا قويا ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أنه في حال انقطع الاتصال مع أسطول الصمود ولو لعشرين دقيقة فقط، فإنهم سيعملون على قطع الطريق التجاري على أوروبا بأكملها. هذا الموقف عكس إرادة نقابية وشعبية واضحة لعدم السماح لإسرائيل بفرض الحصار دون رد عملي من داخل القارة الأوروبية.
وفي موازاة ذلك، برزت مبادرة إنسانية مؤثرة من داخل مستشفى Vincenzo Monaldi بمدينة نابولي، حيث رفع الأطباء والممرضون والعاملون الصحيون العلم الفلسطيني داخل أروقة المستشفى. خطوة تحمل رسالة واضحة برفض الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة والتنديد بالحصار الذي يحرم المرضى والجرحى من حقهم في العلاج والسفر.
الأطباء والممرضون شددوا على أن القطاع الصحي في غزة يعيش وضعا كارثيا بسبب استهداف المستشفيات ونقص الأدوية والأجهزة الطبية، مما يضع آلاف الأرواح على المحك. وطالبوا بفتح ممرات إنسانية آمنة والسماح للمصابين بمغادرة القطاع نحو إيطاليا ودول أخرى لتلقي العلاج.
هذه المبادرات تعكس تصاعد التضامن الإيطالي مع الشعب الفلسطيني، حيث شهدت مدن عدة وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية ترفع شعارات تطالب بوقف العدوان. كما تتعالى الأصوات الداعية إلى تحرك رسمي من الحكومة الإيطالية للضغط داخل الاتحاد الأوروبي من أجل وقف الحرب وإرسال مساعدات عاجلة إلى غزة، في وقت يعيش فيه القطاع واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والصحية في تاريخه.
