العالم

تركيا تقطع علاقاتها مع “إسرائيل” بين ضغط المصالح وضياع القضايا

في خطوة لافتة أعلنت تركيا قطع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع “إسرائيل” وإغلاق أجوائها أمام الطائرات “الإسرائيلية”. القرار جاء بعد أشهر من الحرب المدمرة على غزة التي خلفت آلاف الضحايا، وهو ما يطرح سؤالا محوريا: لماذا الآن؟

منذ الساعات الأولى للحرب على غزة كان المنتظر أن تتحرك أنقرة بقرارات حاسمة تضامنا مع الفلسطينيين، غير أن السياسة التركية اتسمت حينها بالحذر والمناورة. اليوم، وبعد مرور أشهر، يأتي هذا القرار في سياق إقليمي معقد حيث تتشابك الملفات بين غزة وسوريا والعلاقات التركية الأمريكية والروسية. ما يثير الانتباه أن توقيت القرار يفتح الباب أمام فرضية استخدام أنقرة ورقة الضغط على تل أبيب للحصول على مكاسب سياسية في ملفات أخرى، خاصة في سوريا حيث يسعى الأتراك لتأمين حدودهم وإضعاف النفوذ الكردي.

بين هذه الحسابات تظل القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر. فغزة التي دمرت بنيتها التحتية وفقدت الآلاف من أبنائها لم تستفد من هذا القرار في لحظاته الأولى، بل جاء بعد أن حسمت “إسرائيل” جزءا كبيرا من معركتها على الأرض. أما السوريون فلا يقل وضعهم تعقيدا، إذ يجدون أنفسهم ورقة مساومة بين أنقرة وتل أبيب وموسكو وواشنطن.

القرار التركي قد يكون له أثر سياسي ورمزي مهم، لكنه يظل جزءا من لعبة توازنات إقليمية أكثر من كونه خطوة مبدئية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وبين ضغط المصالح وحسابات النفوذ، يضيع صوت الفلسطينيين والسوريين في زحمة المساومات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى