تشهد أسعار اللحوم الحمراء انخفاضًا ملحوظًا مع بداية شهر رمضان، نتيجة وفرة المعروض في الأسواق، مما يوفر بعض الانفراج للأسر التي تعاني من تآكل قدرتها الشرائية بفعل ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
لحوم حمراء بأسعار أقل.. لكن التراجع ليس شاملاً
بعد أيام قليلة من إعلان إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، سجلت أسعار اللحوم الحمراء انخفاضًا واضحًا، حيث لم تعد تتجاوز 90 درهمًا للكيلوغرام في سوق الجملة بالرباط، بعدما كانت تصل إلى 110 دراهم، وفقًا للمهنيين.
ويرجع هؤلاء هذا التراجع إلى وفرة العرض، إذ اضطر بعض المربين والوسطاء إلى بيع كميات كبيرة من الماشية، بعدما كانوا قد استعدوا مسبقًا لعيد الأضحى. ومع انخفاض متوقع في الطلب على الأضاحي، وجد هؤلاء أنفسهم مضطرين إلى التخلص من جزء من مخزونهم، مما أثر بشكل مباشر على أسعار اللحوم.
وفي السياق نفسه، شهدت أسعار الأغنام تراجعًا حادًا، حيث انخفضت إلى النصف، مما يرجح استمرار انخفاض أسعار اللحوم الحمراء خلال الأسابيع المقبلة. غير أن هذا الانخفاض لا يبدو موحدًا في جميع الأسواق، إذ لا تزال أسعار اللحوم في بعض الأحياء الراقية بالرباط، مثل حي حسان، تصل إلى 110 دراهم للكيلوغرام، وذلك بالنسبة للجودة الممتازة.
واردات لدعم السوق.. واستمرار التراجع مشروط بضبط الأسعار
لمواجهة ارتفاع الأسعار، عمدت الحكومة إلى استيراد آلاف رؤوس الماشية من إسبانيا والبرازيل، مما أسهم في تراجع أسعار لحوم العجول في المسالخ الكبرى بحوالي 5 دراهم للكيلوغرام، ليستقر السعر بين 70 و80 درهمًا.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الواردات في التدفق خلال الأسابيع القادمة، خاصة من أستراليا، ما قد يرسخ هذا الاتجاه التراجعي للأسعار، شريطة تعزيز آليات المراقبة لمنع أي تلاعب أو مضاربة قد تؤثر على السعر النهائي للمستهلك.
يأتي هذا الاستيراد المكثف في ظل تراجع حاد في عدد رؤوس الماشية، الذي انخفض بنسبة 38% مقارنة بعام 2016، مما يهدد الإنتاج المحلي للحوم. وتشير بيانات وزارة الفلاحة إلى انخفاض عدد الحيوانات المذبوحة سنويًا من 230 ألف رأس إلى ما بين 130 و150 ألف رأس فقط، ما عزز الحاجة إلى الاستيراد لتغطية الطلب.
استقرار نسبي في أسعار اللحوم البيضاء
أما اللحوم البيضاء، التي تُعد خيارًا رئيسيًا للأسر خلال رمضان، فقد شهدت استقرارًا في أسعارها داخل أسواق الجملة. ووفقًا للمهنيين، يُباع الكيلوغرام الواحد في المزارع الكبرى بسعر 13.5 درهمًا، ويرتفع إلى 15 درهمًا في أسواق الجملة، بينما يباع في محلات بيع الدواجن بحوالي 19 درهمًا.
رغم هذا الاستقرار، يظل سوق اللحوم عرضة لتقلبات الأسعار، مما يجعل مسألة المراقبة المستمرة والتدخل الحكومي عوامل حاسمة في الحفاظ على استقرار الأسعار وضمان توفر المنتجات الغذائية بأسعار معقولة خلال شهر رمضان.
