تحسن ملحوظ في وضعية السدود بالمغرب وهذه نسب الملء

شهدت الوضعية المائية بالمغرب تحسنًا ملحوظًا إلى حدود 25 مارس 2025، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي ساهمت في رفع منسوب المياه المخزنة في مختلف سدود المملكة. فقد بلغت الاحتياطات الإجمالية 6.326,8 ملايين متر مكعب، مقارنة بـ4.978,4 ملايين م³ في 11 مارس، أي زيادة تُقدّر بـ1.348,4 ملايين م³، ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 27% خلال أسبوعين فقط. وبهذا، ارتفعت نسبة الملء الوطنية إلى 37,6% بعدما كانت 29,6%، من أصل سعة تخزين إجمالية تقدر بـ16.840,2 ملايين م³.
في مقدمة السدود التي ساهمت في هذا التحسن نجد سد الوحدة بإقليم وزان، الذي استقبل وحده 551,2 مليون م³ إضافية، لترتفع نسبة ملئه إلى 55%، مقابل 39,4% في 11 مارس. هذا السد يُعدّ الأكبر في المغرب، بسعة تبلغ 3.522,25 مليون م³.
في المقابل، تبقى وضعية سد المسيرة مثيرة للقلق، رغم تحسن طفيف من 3,1% إلى 4,3%. هذا السد، ثاني أكبر سد في البلاد، يخزن حاليًا 115,5 مليون م³ فقط، رغم سعته البالغة 2.656,99 مليون م³.
سد بين الويدان (جهة بني ملال) شهد بدوره تحسنًا من 78,9 إلى 128,9 مليون م³، بنسبة ملء بلغت 10,6%. أما سد إدريس الأول بتاونات، فقد ارتفعت نسبة ملئه من 26,2% إلى 34,1%، بعد اكتسابه 89,5 مليون م³ جديدة.
وسجل سد سيدي محمد بن عبد الله على وادي أبي رقراق ارتفاعًا لافتًا في احتياطاته، حيث بلغ 596,7 مليون م³، مقابل 442,3 سابقًا، أي بزيادة تفوق 150 مليون م³، ما رفع نسبة الملء إلى 61,2%.
أما في حوض اللوكوس، فقد بلغ سد وادي المخازن سعته القصوى (672,9 مليون م³) بنسبة ملء وصلت إلى 100%، ما يعكس فعالية التساقطات في شمال غرب المملكة.
سدود أخرى عرفت بدورها تطورات إيجابية، مثل:
• أحمد الحنصالي: ارتفع من 8,1% إلى 17,6%
• دار خروفة (العرائش): من 70,9 إلى 113,3 مليون م³ (23,6%)
• محمد الخامس (الشرق): من 117,2 إلى 147,5 مليون م³ (61,7%)
• الحسن الأول (الوسط): من 41,4 إلى 49,9 مليون م³ (21,1%)
• كنسرة (الشمال): إلى 73 مليون م³ (33,7%)
لكن بالرغم من هذا التحسن الظرفي، فإن الوضعية المائية لا تزال دون المستويات التاريخية. فقد أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن الموارد السطحية خلال العقد الأخير لم تتجاوز 5 مليارات م³ سنويًا، وهو رقم بعيد عن المعدل التاريخي البالغ 18 مليار م³، مما يعكس حدة الإجهاد المائي الذي يواجهه المغرب.
ولتدارك هذا الوضع، شدد الوزير على أهمية البنيات التحتية، مبرزًا أن المغرب بات يتوفر على 154 سدًا كبيرًا بطاقة تخزين إجمالية تناهز 20 مليار م³، إضافة إلى 150 سدًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم تزويد المناطق القروية.
كما لجأ المغرب إلى حلول بديلة، أبرزها تحلية مياه البحر، حيث أصبح يتوفر على 16 محطة، بإنتاج يبلغ 277 مليون م³ سنويًا. وكانت أول تجربة قد بدأت منذ 1977 ببوجدور. إلى جانب ذلك، أنجز المغرب 17 قناة لتحويل المياه، بالإضافة إلى مشاريع طرق الماء ومحطات معالجة المياه العادمة، بهدف تعزيز الأمن المائي الوطني.
رغم التقدم المسجل، تبقى أزمة الماء قائمة، ويُنتظر أن تتواصل التعبئة الوطنية على جميع المستويات من أجل حسن تدبير الموارد المتاحة، وتنمية البدائل المستدامة لمواجهة المستقبل بتحدياته المناخية والاقتصادية.