التوتر يتصاعد: الجزائر تفتح جبهة جديدة مع تركيا
في خطوة أثارت الجدل، استضافت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وفداً من الانفصاليين الأكراد في تندوف، ما يهدد بتصعيد جديد في العلاقات بين الجزائر وتركيا. هذه التحركات تأتي وسط أزمة متفاقمة بين الجزائر وحلفائها التقليديين، مثل روسيا والصين، ومع الدول المجاورة، ما يثير تساؤلات حول استراتيجية النظام الجزائري.
الزيارة التي بثتها قناة “Sterk TV” الكردية، تظهر مقاتلين من قوات “روجافا” الكردية السورية جنبًا إلى جنب مع عناصر البوليساريو، في إشارة واضحة لدعم متبادل ضد “الاعتداءات التركية” كما وصفها البيان. هذه الخطوة وُصفت بأنها استفزاز مباشر لتركيا، خاصة أن قوات “روجافا” تعتبر حليفاً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كمنظمة إرهابية.
الجزائر في مواجهة العواقبمع انتشار الأخبار، سارعت السفارة الجزائرية في أنقرة إلى نفي صلة البلاد بهذه التحركات، مؤكدة التزام الجزائر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لكن المراقبين يرون أن هذه التحركات لا يمكن أن تحدث دون علم السلطات الجزائرية، خصوصاً في منطقة مثل تندوف التي تخضع لسيطرة صارمة من الجيش الجزائري.
تحليل خلفيات التصعيدالخطوة قد تكون جزءاً من صراع داخلي بين أجنحة النظام الجزائري، خاصة مع تصاعد التوتر بسبب النفوذ التركي في الأسواق الجزائرية والعلاقة القوية التي تربط أنقرة بالملفات الاستراتيجية في المنطقة، مثل الأزمة الليبية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمتلك أوراقاً قوية في مواجهة الجزائر، خاصة بعد تسليم أنقرة للجزائر أحد أبرز المطلعين على أسرار النظام، وهو جرميت بونويرة، في صفقة أمنت لتركيا موطئ قدم اقتصادي وسياسي في المنطقة.
بينما تسعى الجزائر لتحدي النفوذ التركي، يبقى السؤال: هل يمكن لهذه التحركات أن تنجح في تغيير المعادلة؟ أم أنها ستؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية للنظام الجزائري على الساحة الدولية؟ الرد التركي قد يكون حازماً، ونتائج هذا التصعيد قد تكون مكلفة للغاية بالنسبة للجزائر.