تجدد التوتر بين تايلند وكمبوديا بسبب نزاع حدودي قرب معبد برياه فيهير

عاد التوتر إلى المنطقة الحدودية بين تايلند وكمبوديا بعد اشتباكات متفرقة شهدتها الأيام الأخيرة قرب معبد برياه فيهير التاريخي، وسط اتهامات متبادلة بين البلدين بإثارة التصعيد العسكري وانتهاك السيادة الترابية.وأفادت مصادر أمنية محلية بأن تبادل إطلاق النار وقع بين عناصر من الجيش التايلندي والقوات الكمبودية على امتداد الشريط الحدودي الشمالي الشرقي، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود من الجانبين، دون أن يتم تأكيد الحصيلة رسميا من طرف الحكومتين.وتعود جذور النزاع إلى الخلاف حول ملكية المنطقة المحيطة بمعبد برياه فيهير، المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تطالب كمبوديا بالسيادة الكاملة عليه، فيما تعتبر تايلند أن محيطه يقع داخل أراضيها. وقد سبق أن شهدت المنطقة توترات مشابهة، كان أعنفها عام 2011، حين اندلعت اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى ونزوح آلاف المدنيين.من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكمبودية عن “إدانتها الشديدة لما وصفته بالاعتداء التايلندي غير المبرر”، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وقف التصعيد وضمان احترام الحدود الدولية. في المقابل، اتهمت بانكوك السلطات الكمبودية بـ”نشر قوات عسكرية بشكل استفزازي في مناطق متنازع عليها”.ويأتي هذا التصعيد في سياق إقليمي مضطرب، حيث تشهد جنوب شرق آسيا توترات متفرقة على خلفية نزاعات حدودية قديمة، وسط غياب آليات دائمة لتسوية النزاعات سلميا. وتخشى منظمات حقوقية من أن تؤدي هذه التطورات إلى تهجير السكان المحليين مجددا، خاصة في ظل هشاشة الوضع الإنساني في القرى القريبة من الحدود.وتسعى منظمة “آسيان” إلى تهدئة الأوضاع، حيث دعت إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء، في مسعى لإعادة قنوات الحوار وتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.