تازة: عمال النظافة جنود خفاء يسهرون على نظافة البيئة وتوفير راحة المواطنين خلال عيد الأضحى المبارك
تزداد معاناة عمال النظافة وجمع النفايات المنزلية وكناسي الشوارع والأزقة بمدينة تازة، قبيل وإبان عيد الأضحى أو بعده، ومنحهم مزيدا من أوقاتهم لجعل فضاءات المدن تكتسي حلة جميلة وتدب فيها الحياة من جديد، ساهرين على نظافة البيئة وراحة المواطنين.
فقبيل حلول أول أيام عيد الأضحى، تغلق الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي والدكاكين التي تبيع الفحم والقش وأعلاف الأكباش ومستلزمات العيد ويجمع الباعة المتجولون سلعهم، وذلك للتفرغ للاحتفال بهذه المناسبة الدينية، لكن عمل عمال النظافة يبدأ ويستمر على مدى هذه الأيام بعيدا عن الجواء الاحتفالية وسط الأسرة.
“هؤلاء هم جنود الخفاء .. كلمة افتتح بها الحسن المسعودي، مواطن صادفناه وهو يعمل على مد أعوان النظافة بالماء الشروب، في دردشة مع الجريدة ، مضيفا انه بالوقت الذي نستمتع فيه بأجواء العيد وسط الأسرة والعائلة، مجتمعين حول موائد الأكل والشرب احتفاء بالعيد، نجد ان هؤلاء الرجال يعملون على جمع مخلفات الأضاحي تضحية بوقتهم ودفء الأسرة بهذا العيد من اجل نظافتنا ونظافة البيئة، فكل الشكر والتقدير لهم على مجهوداتهم الجبارة.”
وقد شكلت أيام عيد الأضحى بمدينة تازة تحديا كبيرا لعمال وأطر النظافة في مهمتهم النبيلة للحفاظ على نظافة الأحياء والشوارع والأزقة، ومعالجة النقاط السوداء بمجموع تراب جماعة تازة.
حيث تمكن عمال النظافة العاملين بجماعة تازة خلال عيد الأضحى، على مدار أيام العيد من جمع أكثر من 1700 طن من مخلفات العيد والنفايات المنزلية.
وفي تصريح للنائب الرابع لرئيس جماعة تازة، المفوض له بقسم الأشغال البلدية، أعمر البالي، أن حصيلة جمع مخلفات النفايات خلال اليومين الأولين لعيد الأضحى 1444، بلغ أزيد من 1700 طنا.
وأضاف أعمر البالي في تصريح للجريدة ، أنه تم “إطلاق عملية جمع النفايات من شوارع وأزقة المدينة بتعاون مع السلطة المحلية، والتي اسفرت عن جمع 1700 طنا (اليوم الأول حوالي 1150 طن، واليوم الثاني من عيد الأضحى ما مجموعه 550 طن)، بزيادة حوالي 30 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية”، موجها شكره لعمال النظافة والسلطة المحلية، وللساكنة قاطبة التي ساعدت في ذلك، وكذا مجموعة التضامن الجماعات والمجلس الإقليمي، ورجال الإعلام اللذين علموا على إيصال حملاتنا التحسيسية للساكنة.
وكانت جماعة تازة بتنسيق مع السلطة المحلية، قد عقدت سلسلة من الاجتماعات القبلية للتحضير لهذه المناسبة، ووضع مخطط محكم من أجل دعم وتعبئة الموارد اللوجيستيكية والبشرية للجماعة، وبمساعدة من مجموعة تعاون الجماعات التضامن، بشكل كلي من أجل أن يكون عيد أضحى نظيفا، رغم تضاعف كمية النفايات في فترة ما قبل العيد وبعد ذبح الأضاحي حيث تجند جميع المتدخلين من أجل عودة المدينة إلى وضعها الطبيعي في ظرف قياسي.
فخلال يوم العيد، يضاعف عمال النظافة مجهوداتهم لتنظيف الساحات والحدائق والمصلى وجمع النفايات المنزلية، نظرا لتكاثرها في هذا اليوم بسبب رمي بقايا الذبائح وبقايا الأضاحي ما يشكل عبئا كبيرا على عمال النظافة.
أما في اليوم الثاني من أيام العيد، فإن هذه الفئة تجد نفسها مضطرة إلى بذل مزيد من الجهود وقضاء وقت أطول في جمع النفايات المنزلية التي تكون ممزوجة بجلود الأكباش التي غالبا ما يتم التخلص منها من طرف الأسر.
وتواصل جماعة تازة تكثيف حملات النظافة لمجموع أحياء المدينة ورفع تراكمات القمامة أول بأول، واتخاذ إجراءات التخلص الآمن من مخلفات الذبائح، ومعالجة النقاط السوداء.
ولأجل ذلك، عمل قسم الأشغال البلدية على تشكيل فريق عمل برئاسة نائب الرئيس المفوض له بالقطاع، ورئيس القسم وبعض الأعوان، على عقد سلسلة من اللقاءات القبلية لوضع خطة عمل محكمة لتفادي إشكال تجمع الأزبال بالنقط السوداء بالمدينة، بدءا من حملات نظافتها قبل عيد الأضحى، وتشكيل فرق مقسمة على المقاطعات الست لمدينة تازة، وتسخير 170 فردا من عمال النظافة، إلى جانب ست مراقبين ومسؤول عن النظافة، وبأسطول ضم 6 شاحنات من الحجم الكبير، ” شاحنات صغيرة، 15 شاحنة ضاغطة، شاحنتين حاملة للحاويات، 6 سيارات نفعية.
وكانت جماعة تازة، قد عملت في الأيام التي تسبق يوم عيد الأضحى على تنظيم مجموعة من الحملات التحسيسية والتوعوية بتعاون وتنسيق مع السلطات المحلية والجماعية. والتي عرفت توزيع أكياس بلاستيكية.