تأجيل الدورة الثلاثين من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

كتبه صفاء أحمد آغا قررت اللجنة العليا لمهرجان تطوان لدول البحر الأبيض المتوسط تأجيل الدورة الثلاثين من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، التي كانت مبرمجة في الفترة ما بين 26 أبريل و3 ماي 2025، إلى موعد لاحق وقد حدد له تاريخ ما بين 25 أكتوبر و1 نونبر 2025.ويأتي هذا التأجيل نتيجة لعدم كفاية الغلاف المالي المحصل عليه لتنظيم هذه الدورة في ظروف تليق بمكانة المهرجان وتاريخه. هذا المبلغ لم يعد يستجيب لمتطلبات تنظيم تظاهرة ثقافية وفنية بهذا الحجم، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في التكاليف على مختلف المستويات: من خدمات الإقامة والتغذية، إلى النقل الدولي والداخلي، والتجهيزات التقنية، والتكاليف المرتبطة بالتحول الرقمي الذي مسّ كافة القطاعات.ورغم الدعم الإيجابي والمشكور الذي تقدمه مختلف مؤسسات القطاع العام، بما فيها السلطات المحلية الإدارية والمنتخبة، والسلطات الجهوية، والوزارة الوصية، والمركز السينمائي المغربي، والتي قامت بدورها وبما يلزم من دعم، فإن هذا المجهود يظل غير كافٍ لتغطية كافة التكاليف. ويبقى الغياب شبه التام للقطاع الخاص، الذي اقتصر على مساهمة ضعيفة، من أبرز التحديات التي تواجه المهرجان.. ومن هذا المنطلق، نؤكد مجددًا على أن مساهمة القطاع الخاص أصبحت ضرورية وملحة لضمان استمرارية هذا الحدث الثقافي الهام. ورغم محاولاتنا المتعددة لفتح قنوات التعاون والدعم مع عدد من الفاعلين في هذا القطاع، إلا أننا ما زلنا نتلقى نفس الردود التي تقتصر على الاعتذار، وهو أمر مؤسف، خاصة حين يتعلق الأمر بمدينة بحجم تطوان، التي تستحق دعماً مماثلاً لما تحظى به مدن أخرى.ونؤكد في هذا السياق أن التأجيل لا يعني الإلغاء، بل هو فرصة إضافية لتأمين ما تبقى من الموارد المالية الضرورية، واستكمال الترتيبات الكفيلة بضمان تنظيم دورة ناجحة، تحافظ على المكانة الرمزية والثقافية والفنية التي راكمها مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط على مدى العقود الماضية.وفي هذا الإطار، نُشدد على أهمية الحفاظ على الدعم المخصص من طرف جل مؤسسات القطاع العام لهذه الدورة، مع تجديد التزامنا الكامل بتنفيذ البرنامج الثقافي والفني المتفق عليه، وفق الجدولة الجديدة، وبنفس روح التعاون والشراكة التي تجمعنا بشركائنا المخلصين والملتزمين .