شهدت العاصمة الرباط، انطلاق أول مناظرة وطنية حول الذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 2000 خبير وممثل عن المؤسسات العمومية والخاصة، في خطوة غير مسبوقة تروم بلورة رؤية استراتيجية طموحة وفعالة لتسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية بالمغرب.
المناظرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حملت شعار: “استراتيجية فعالة وأخلاقية للذكاء الاصطناعي في خدمة مجتمعنا”، وتهدف إلى إشراك مختلف الفاعلين في صياغة سياسة وطنية متكاملة قادرة على مواكبة التحولات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من الوزراء والمسؤولين السامين، إلى جانب شخصيات بارزة من الأوساط الأكاديمية والاقتصادية والتكنولوجية، حيث نوقشت محاور متعددة تهم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته الاقتصادية، وإمكانات استخدامه في القطاعات الحيوية مثل التعليم، والصحة، والفلاحة، والإدارة العمومية.
وأكد المشاركون في هذا الحدث الوطني أن المغرب أمام فرصة تاريخية لتعزيز مكانته في الاقتصاد الرقمي الإقليمي والدولي، شريطة ضمان تأطير قانوني وأخلاقي واضح لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن حماية الحقوق الفردية والجماعية، ويخدم المصلحة العامة.
كما تم الإعلان عن فتح ورش تشاوري موسع، يمتد على مدار الأشهر المقبلة، من أجل استيعاب مختلف الرؤى والمقترحات، في أفق صياغة أول استراتيجية مغربية للذكاء الاصطناعي، تعتمد على الابتكار، وتحترم الخصوصية الثقافية والقانونية للمملكة.
ويرتقب أن تكون هذه المناظرة بمثابة انطلاقة حقيقية نحو عصر رقمي جديد، يسهم في تعزيز موقع المغرب كمنصة واعدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على الصعيد الإفريقي والدولي.
