
دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، القادة العرب إلى اتخاذ موقف حازم ضد المخطط الذي يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرامي إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وحذر من العواقب الكارثية لهذا المخطط، مشددًا على أن نجاحه سيعني أن الأمة العربية فقدت مكانتها وأصبحت بلا وزن، بحيث يمكن لأي طرف خارجي أن يقرر مصيرها كما يشاء.
وخلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه، اعتبر بنكيران أن طرد سكان غزة سيجعل من العالم العربي كيانًا منزوع السيادة والتأثير، قائلًا: “إذا تحقق هذا التهجير، فلن يكون هناك أي عائق أمام أي رئيس أمريكي أو غربي، يمتلك القوة العسكرية والتكنولوجية، لاتخاذ قرارات مصيرية ضدنا وتطبيقها تدريجيًا”.
وشدد رئيس الحكومة السابق على أهمية تجاوز الخلافات بين الدول العربية والإسلامية والعمل على توحيد الصفوف. وأشار إلى أنه لاحظ تطورًا إيجابيًا في موقف حركة حماس، التي أصبحت أكثر تقاربًا مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الرافضة لهذا المشروع.
وأكد بنكيران أن المعركة اليوم ليست سياسية فقط، بل هي قضية كرامة ووجود، داعيًا إلى تصالح القادة العرب بمختلف توجهاتهم السياسية، سواء كانوا إسلاميين، يساريين، أو ليبراليين، بهدف تشكيل جبهة موحدة ضد ما وصفه بـ”العدو المشترك”، في إشارة إلى إسرائيل وحلفائها الدوليين.
وفي تحذير موجه للأنظمة العربية، قال بنكيران: “نقولها بكل وضوح: مهما حدث في الماضي من أخطاء وخلافات، لا يمكن السماح بتهجير أي فلسطيني من أرضه. إن المسؤولية تقع على عاتقكم، وإذا قررتم الوقوف في وجه هذا المشروع، فسنكون إلى جانبكم”.
كما انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الموقف الأمريكي المتذبذب، مشيرًا إلى أنه كان يأمل في أن يلعب ترامب دورًا إيجابيًا في وقف الحرب، لكن استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بطريقة “مفرطة في الود” جعلته يراجع موقفه.
وفي سياق متصل، أشاد بنكيران بموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي رفض رسميًا التورط في أي مخطط لتهجير الفلسطينيين نحو بلاده. كما رحب بمواقف مماثلة اتخذتها مصر، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، معتبرًا أن هذه المواقف تشكل تطورًا إيجابيًا في المشهد السياسي العربي.
واختتم بنكيران حديثه بالإعراب عن تفاؤله بعقد القمة الطارئة لوزراء الخارجية العرب المقررة في 27 فبراير بالقاهرة، معتبرًا أنها “مؤشر إيجابي على أن القادة العرب بدأوا يتحركون بجدية لمواجهة هذا التحدي الكبير”.