بندوة مركز النهار ادريس قريش : الموقف المغربي المساند للقضية الفلسطينية موقف راسخ لا يخضع للتحولات والتضحية بالثابت
أكد الدكتور ادريس قريش أستاذ العلاقات الدولية ووزير مفوض في التقاعد في الندوة التي عقدها مركز النهار للدراسات الاستراتيجية والإعلام بشراكة مع مؤسسة أشطاري24 ومؤسسة صفروبريس للإعلام والتواصل حول المغرب والقضية الفلسطينية على أن دعم المملكة المغربية المتواصل للقضية الفلسطينية وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق ومساهمتها الفعلية والعملية في صياغة معالم القدس كحاضرة وحاضنة للمحبة والسلام والدود عن حضور القضية الفلسطينية في الوجدان الإنساني تعتبر ركيزة ثابتة في الممارسة الدبلوماسية المغربية كموقف نابع من تجدر إيمانه الروحي ارتبطت جدوره بجدور فلسطين والتحم الوفاء والوئام بينهما بالتعاون المستر بروابط وطيدة نعتبرها نحن المغاربة مسالة مختزلة في عقولنا وفي تفاعلاتنا الميدانية كقضية وطن انسجاما مع القيادة الروحية للمؤمنين على اختلاف مللهم والتي تتفاعل ايمانيا عبر التلاحم المتين بين الشعبين الشقيقين .
وشدد قريش على أنهكانت للمغرب هذه الخصوصية وهذا التفرد في التواصل الإنساني الصادق وكانت هذه الشخصية الهوياتية المغربية المنفردة بميزاتها الحضارية الخاصة التي تجمع بين مكوناتها الروحية من جهة والانفتاح على الفكر الإنساني الحداثي من ناحية ثانية وهو التفاعل الذي يشكل المرجع الأعلى الذي يمنح لعقيدته الدبلوماسية معنى عميقا وتلك الريادة الروحية والحضارية والالتزام بالثوابت المحورية والتأكيد على المبادىء الراسخة التي تستند عليها في العلاقات الدولية.
وأضاف ادريس قريش أن المغرب يمارس دبلوماسيته انطلاقا من مبادئ وقيم بناء على الثوابت ولا ينحرف وراء المصالح الظرفية ولم يسجل التاريخ أن المغرب اخل بالتزاماته وبواجبه ومبادئه ومواقفه يخضع لممارسة دبلوماسية طبقا للقانون الدولي والشرعية الأممية، دبلوماسية الوضوح والالتزامات الدولية بعيدا عن المقايضة والشعارات وازدواجية الخطاب والمواقف.
التاريخ الحافل بالعطاء والمساندة والحزم وبالمبادرات السياسية والإنسانية يجسد الخيط الناظم الذي يسري في تكريس تموقع المغرب ولعب ادوار حيوية في التعاطي الصادق مع القضية الفلسطينية حيث انه لم يتردد يوما في الجهر بموقفه الثابت حيالها ولم يتوان في بذل قصارى جهوده الناطقة بالملموس نصرة لهذه القضية العادلة .ويكفي القول أن كل القرارات والمبادرات العملية نصرة لها تم اقرارها بالمملكة المغربية التي ارتبط اسمها بتاسيس منظمة المؤتر الإسلامي وبتموقع منظمة التحرير في موقع الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وقضيته وباقرار أول مشروع عربي للسلام على اساس الدولتين بقمة فاس 1982 ….. تجسيدا للمجهودات المتواصلة اعتبر السياسي السوفياتي يفغيني بريماكوف في كتابه الشرق الاوسط فوق خشبة المسرح وخلف الكواليس. موسكو 2012 . انه في ظل الانقسام وتعدد المتدخلين والتطاول على السلطة الشرعية وتوظيف الشعارات لأغراض تهم المصالح الخاصة فإن المغرب هي الدولة العربية الوحيدة التي يمكن أن تساهم بصدق في حل الأزمة لتموقعه القوي بالمنطقة بوازع وبعمق روحي متجدر وليس له أي مصالح إيديولوجية أو توسعية مما يؤهله للعب دور الوسيط في التوصل الى تسوية عادلة للنزاع وفق حل الدولتين.
وأكد قريش أن هذا ما افرزه قبل يومين كاتب الدولة الأمريكي السيد أنطوني بلينكين عندما اكد على الدور المحوري للمغرب في اقرار السلام والاستقرار في المنطقة.
الاجماع المغربي للتنديد بالمجازر وادانته القوية للعدوان الغاشم الذي طال الشعب الفلسطيني واختياره دعم الصمود ودعم الحق دعم عملي ميداني مدعوم بالضغط الدبلوماسي من أجل وقف العدوان يعتبر سيد الموقف المغربي المساند للقضية الفلسطينية وهو الموقف الراسخ الذي لآ يخضع للتحولات والتضحية بالثابت. المغرب دولة أمة لها عمقها التاريخي العريق وميزاتها الحضارية الخاصة لا تضحي بالثابت من أجل الثابت.