المغرب

انفجارات مسيطر عليها بالداخلة تكشف جهود المغرب في مواجهة مخلفات الحروب

عاشت مدينة الداخلة على وقع دوي انفجارات قوية هزت أجواء المنطقة، غير أن الأمر لا يتعلق بحدث طارئ، بل بعملية ميدانية محكمة نفذتها وحدات متخصصة من القوات المسلحة الملكية بهدف إتلاف مخلفات القنابل العنقودية والألغام بمنطقة العركوب، على مقربة من المدينة.

العملية تمت وسط إجراءات أمنية دقيقة وتحت إشراف فرق تقنية مختصة، وبحضور مراقبين من بعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، الذين تابعوا مراحل تدمير هذه المخلفات الحربية بما يضمن الشفافية والمطابقة للمعايير الدولية.

هذا التدخل يندرج ضمن برنامج وطني متواصل يروم تطهير المناطق الجنوبية من تركة المتفجرات التي خلفتها النزاعات السابقة، بما يعزز الأمن الجماعي ويحمي الساكنة من الأخطار الكامنة في الأراضي غير المؤمنة.

هذه العملية العسكرية المدروسة تحمل أكثر من دلالة. فهي تعكس، أولا، جدية المغرب في التعاطي مع ملف الألغام الذي يشكل تهديدا صامتا لحياة المدنيين والتنمية المحلية. وثانيا، تكشف عن رغبة الدولة في طمأنة الساكنة والمستثمرين بأن المجال الجغرافي للأقاليم الجنوبية آمن ومستقر. كما أن حضور بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” يضفي بعدا سياسيا ورسالة واضحة للمجتمع الدولي حول التزام المغرب بالمعايير والاتفاقيات الإنسانية ذات الصلة.

تطهير الأراضي من الألغام ليس فقط مسألة تقنية عسكرية، بل هو أيضا ورش استراتيجي يعزز التنمية ويؤهل المجال الجنوبي للاستثمار والسياحة والبنية التحتية. فكل متر مربع يُطهَّر من المتفجرات هو خطوة نحو تحرير الطاقات الكامنة في المنطقة، وتجسيد لرؤية شاملة تجعل من الأمن والتنمية ركيزتين متلازمتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى