شهدت منطقة “عين الغيس” القريبة من بئر طمطم، التابعة ترابياً لإقليم صفرو، زوال يوم الإثنين 9 يونيو 2025، اندلاع حريق مهول أتى على مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية، مخلفاً خسائر مادية جسيمة للفلاحين المحليين، وسط مخاوف من تكرار هذه الحوادث في ظل ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الحصاد.
وبحسب المعطيات الأولية، فإن ألسنة اللهب انتشرت بسرعة بفعل الرياح الشرقية الجافة التي تعرفها المنطقة خلال هذه الفترة من السنة، مما صعّب من مهمة فرق الإطفاء التي هرعت إلى عين المكان، والتي اضطرت إلى تسخير موارد بشرية وآليات متنوعة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى حقول مجاورة.
وقدرت المساحات التي التهمتها النيران بأزيد من ستة هكتارات من المزروعات، خصوصاً من القمح والشعير، وهي محاصيل يعتمد عليها سكان المنطقة بشكل كبير في تأمين حاجياتهم الغذائية ومداخيلهم السنوية. ولم تُسجل لحسن الحظ أية خسائر في الأرواح، غير أن التأثيرات الاقتصادية كانت واضحة، حيث خلف الحريق حالة من الصدمة والحزن في أوساط الفلاحين الذين وصفوا ما حدث بـ”النكسة المؤلمة”.
ولم تُعرف بعد الأسباب المباشرة للحريق، غير أن مصادر محلية لم تستبعد فرضية الخطأ البشري، سواء نتيجة إشعال نيران عشوائية أو أعطاب في بعض المعدات الزراعية التقليدية. في المقابل، فتحت السلطات المحلية والوقاية المدنية تحقيقاً للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، خصوصاً أن المنطقة شهدت في السنوات الأخيرة سلسلة من الحرائق الموسمية التي تهدد الأمن الغذائي المحلي.
ويأتي هذا الحريق ليعيد إلى الواجهة الحاجة الملحة لوضع خطة استباقية وقائية من حرائق الحقول، خاصة في المناطق الفلاحية الهشة التي تعاني من نقص في الوسائل الوقائية والتجهيزات اللوجستيكية، وذلك في أفق تعزيز قدرات التدخل السريع وضمان دعم متواصل للفلاحين المتضررين.
