
في إنجاز جديد يعكس المكانة المتقدمة التي بات يحتلها المغرب في المحافل الدولية، جرى انتخاب المملكة المغربية، ممثَّلة في شخص الخبير أحمد سكونتي، عضواً في الهيئة التقييمية للجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك لولاية تمتد لأربع سنوات. وهو انتخاب لا يمكن قراءته إلا باعتباره تعبيراً صريحاً عن ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المغربية وخبرتها المتراكمة في مجال صون وحماية التراث الثقافي غير المادي.
ويُعد هذا التتويج اعترافاً بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في الحفاظ على ذاكرته الجماعية وتثمين تنوعه الثقافي، سواء تعلق الأمر بالعادات والتقاليد، أو الفنون الشعبية، أو الممارسات الاجتماعية والطقوس التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من هوية المجتمع المغربي. كما يعكس المكانة العلمية والمهنية التي راكمها الخبير أحمد سكونتي، المعروف بإسهاماته الأكاديمية والميدانية في توثيق التراث غير المادي والدفاع عنه داخل المنتديات الدولية.
إن انضمام المغرب إلى الهيئة التقييمية للجنة التراث الثقافي غير المادي يمنحه موقعاً مؤثراً في تقييم ملفات الترشيح المقدمة من مختلف دول العالم، والمساهمة في توجيه السياسات الدولية ذات الصلة بحماية هذا النوع من التراث، الذي يُعد اليوم أحد أعمدة التنوع الثقافي الإنساني. كما يفتح هذا الحضور المجال أمام تعزيز تبادل الخبرات وتقاسم التجارب بين المغرب وباقي الدول الأعضاء، بما يخدم مقاربة تشاركية تحترم الخصوصيات الثقافية وتكرس قيم الحوار والتعايش.
ولا ينفصل هذا الإنجاز عن الجهود المتواصلة التي تبذلها المؤسسات المغربية، الرسمية والأكاديمية، من أجل إدراج عناصر متعددة من التراث الوطني ضمن لوائح اليونسكو، وهو ما جعل المغرب من بين الدول الأكثر حضوراً في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويؤكد ذلك أن الدبلوماسية الثقافية باتت رافعة أساسية لتعزيز صورة المغرب كبلد عريق ومتجدد، يجمع بين الأصالة والانفتاح.
في المحصلة، يشكل انتخاب المغرب في هذه الهيئة التقييمية خطوة نوعية تعزز إشعاعه الثقافي الدولي، وتكرس موقعه كفاعل موثوق في حماية التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بما يخدم ليس فقط الذاكرة الوطنية، بل الذاكرة




