العالم

الولايات المتحدة تعتمد سياجا أسود على الحدود مع المكسيك وسط جدل حول معاناة المهاجرين

أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم أن الحكومة الأميركية تعتزم طلاء الجدار الحدودي الفاصل مع المكسيك باللون الأسود، في خطوة تهدف إلى زيادة سخونة الجدار تحت أشعة الشمس وجعله أكثر صعوبة على التسلق. القرار أثار جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية والسياسية، باعتباره حلقة جديدة في سياسة التضييق على المهاجرين القادمين من بلدان أميركا اللاتينية.

الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لطالما كانت مسرحا لمحاولات عبور يومية لمهاجرين يفرون من الفقر والعنف وانعدام الاستقرار في بلدانهم. ومع الإجراءات الجديدة، يتوقع أن تتضاعف المخاطر التي يواجهها هؤلاء، إذ أن الطلاء الأسود من شأنه أن يرفع درجة حرارة الجدار إلى مستويات قد تسبب حروقا خطيرة لكل من يحاول تسلقه، خاصة في ذروة الصيف.

ورغم أن السلطات الأميركية تعتبر هذه الخطوة وسيلة إضافية “للردع”، إلا أن منظمات إنسانية تحذر من انعكاساتها المأساوية، إذ أن مئات المهاجرين بينهم نساء وأطفال يقطعون مسافات طويلة في الصحراء القاحلة بحثا عن فرصة حياة أفضل، ليجدوا أنفسهم أمام جدار أشبه بفخ قاتل.

تقارير دولية تشير إلى أن عدد الوفيات على الحدود الأميركية المكسيكية في ارتفاع متواصل، حيث يتعرض المهاجرون لمخاطر dehydration (الجفاف) ولدغات الأفاعي، إضافة إلى السقوط من الجدار المعدني الضخم. ومع اعتماد اللون الأسود، يخشى أن يتحول هذا الحاجز إلى “مصيدة حرارية” تزيد من معاناة هؤلاء المستضعفين.

في المقابل، ترى واشنطن أن الإجراء يدخل في إطار ما تسميه “تعزيز أمن الحدود” للحد من تدفق الهجرة غير النظامية، في وقت ترتفع فيه حدة الخطاب السياسي الداخلي بشأن الهجرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات.

لكن أصواتا حقوقية تؤكد أن الحل لا يكمن في رفع الجدران ولا في طلاءها، بل في معالجة الأسباب العميقة للهجرة، مثل الفقر وانعدام الأمن في دول أميركا الوسطى. ويشدد المدافعون عن حقوق الإنسان على ضرورة إيجاد سياسات إنسانية تراعي الكرامة الإنسانية وتوفر ممرات قانونية للهجرة، بدل تعريض الأرواح للخطر.

وبين سياسة الردع الأميركية ومعاناة المهاجرين الذين يخوضون رحلة محفوفة بالموت، يبقى الجدار الحدودي رمزا لصراع مستمر بين من يسعى لحماية الحدود ومن يبحث عن حياة آمنة وراءها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى