المغرب

النقش المقدسي بين تركيا و”اسرائيل”: لعبة النفوذ والرمزية التاريخية

تؤكد تركيا من جديد موقفها الرافض لتسليم “اسرائيل” أي أثر يعود الى القدس، وهو موقف يعكس اكثر من مجرد حماية لتراث تاريخي. فالنقش الذي تحتفظ به انقرة منذ الحقبة العثمانية ليس مجرد قطعة اثرية، بل يمثل رمزا للسيادة التاريخية والهوية الدينية والسياسية في المدينة التي ما زالت محور صراع طويل الامد.

من جهة “اسرائيل”، يظهر النقش كأداة لتعزيز السردية التاريخية والشرعية للوجود اليهودي في القدس، ومحاولة الحصول عليه تبدو كخطوة رمزية ضمن استراتيجيتها الدولية لتعزيز موقفها حول المدينة. لكن تركيا ترفض اي طرح من هذا النوع، مؤكدة ان القدس الشرقية محتلة ولا يمكن تسليم اي اثر عثر عليه هناك لدولة ثالثة.

ما يثير الاهتمام هو ان النزاع حول النقش تجاوز الاحداث التاريخية ليصبح ساحة للتوازنات السياسية. رواية نتنياهو حول رفض طلبه عام 1998 تسلط الضوء على محاولات اسرائيل استخدام الحكايات التاريخية لصالح اهدافها، بينما تؤكد شهود تلك المرحلة ان الرواية مفبركة، مما يعكس صراع السيطرة على الرواية التاريخية نفسها، وليس فقط على القطعة الاثرية.

التحليل يوضح ان تركيا تتصرف ضمن استراتيجية مزدوجة: الاولى تتعلق بحماية التراث الاسلامي والعثماني، والثانية تعزيز نفوذها الاقليمي ودورها كضامن للحقوق الفلسطينية. هذا الموقف يعكس رؤية اردوغان الواسعة للمدينة، حيث انها ليست مجرد موقع جغرافي، بل رمز سياسي وديني وثقافي يمتد تاثيره الى الداخل التركي والمنطقة عموما.

باختصار، النقش ليس مجرد قطعة حجرية، بل نقطة تماس بين الرمزية التاريخية، الشرعية السياسية، والصراعات الدبلوماسية المعاصرة. وكل محاولة لتقديمه ل”اسرائيل” ستواجه مقاومة تاريخية وسياسية مماثلة، تعكس الانقسام العميق حول مستقبل القدس وملكيتها التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى