يعتبر السادس عشر من شهر ماي من كل سنة موعدا متجددا تحتفي بمناسبته المديرية العامة للأمن الوطني، و تحت لوائها المنطقة الإقليمية للشرطة بصفرو بجميع أطرها و موظفيها، على غرار باقي القيادات الأمنية بالمملكة، بذكرى تأسيسها في السادس عشر من شهر ماي لسنة 1956 على يد الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه، و التي كان ولا يزال هدفها الأسمى هو الحفاظ على الأمن، و الذود عن حمى هذا الوطن الحبيب و خدمة مواطنيه و تشكل هذه الذكرى مناسبة لاستحضار الجهود العظيمة التي تبذلها هذه المؤسسة العريقة و التضحيات الجليلة التي يقدمها موظفوها بمختلف درجاتهم وتخصصاتهم، خدمة للوطن وللمواطنين، و تعد كذلك محطة لاستعراض حصيلة المنجزات التي حققتها خلال السنة المنصرمة، و استشرافا للأهداف والتطلعات المستقبلية في المجال الأمني.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد السيد عادل شجاع رئيس المنطقة الإقليمية للامن بصفرو أنه رغبة منها في تنزيل أمثل و تنفيذ الخطة و السياسة الأمنية للمديرية العامة للأمن الوطني، اعتمدت المنطقة الإقليمية للأمن بصفرو استراتيجية واضحة المعالم، الهدف منها هو الرفع من مستوى جاهزية جميع الفرق و الوحدات المنتسبة إليها بشكل يمكنها من الإضطلاع بالمهام المنوطة بها، و المتمثلة أساسا في تحقيق الإستباقية الكفيلة بالحيلولة دون ارتكاب الجرائم، خاصة منها تلك التي من شأنها أن تمس بالشعور بالأمن لدى المواطن، مرتكزة في ذلك على تعزيز التواجد الفعلي بالشارع العام، و الإستجابة الفورية للحالات المعروضة على مصالحها و التفاعل مع نداءات النجدة التي ترد عليها عبر الخط 19، بالإضافة إلى اعتماد مقاربة ممنهجة ترتكز على تحليل و استغلال المعطيات والإحصائيات المنبثقة عن تدبير الشأن الأمني الشيء الذي انعكس إيجابا على مؤشرات محاربة الجريمة.
وبخصوص الحصيلة أشار ذات المسؤول الأمني أنه في غضون السنة الفارطة تم استقبال 83614 اتصالا هاتفيا عبر الخط 19 ، منها 531 اتصالا لطلب النجدة، والتي تم التعامل مع جميعها بالسرعة و النجاعة اللازمين. كما تم خلال نفس السنة تسجيل 3187 شكاية مباشرة، وجدت منها 2917 شكاية طريقها إلى الحل كما تم تقديم 2493 شخصا أمام العدالة من أجل جنايات و جنح مختلفة ، من بينهم، على سبيل المثال لا الحصر: 186 شخصا من أجل السرقات بمختلف أنواعها، 184 شخصا من أجل الإتجار في المخدرات، 86 شخصا من أجل حيازة السلاح الأبيض بدون مبرر مشروع 92 شخصا في إطار قضايا العنف ضد النساء، و 1520 شخصا من أجل السكر العلني البين و استهلاك المخدرات بمعدل زجر ناهز 92% ، كما تم توقيف 869 من الأشخاص المبحوث عنهم، سواء على الصعيد الوطني أو المحلي، و هو ما يعكس حجم و أهمية المجهودات المبذولة في هذا الإطار.
من جهة أخرى، و فيما يتعلق بإنجاز الوثائق التعريفية، فقد أشار السيد شجاع على أن المنطقة الإقليمية للأمن بصفرو سجلت خلال هذه السنة ارتفاعا في عدد بطاقات التعريف الوطنية الإلكترونية المنجزة بنسبة ناهزت 16 % ، و بعدد ناهز 30000 بطاقة منجزة، مقابل 26000 بطاقة خلال السنة الفارطة، منها 10451 بطاقة لفائدة ساكنة المجال القروي، و 36 بطاقة وطنية لفائدة الحالات الخاصة من الأشخاص الغير قادرين على التنقل إلى مقر المصلحة لأسباب صحية، إضافة إلى 133 بطاقة منجزة في إطار الحملات المتنقلة بمختلف المراكز القروية بنفوذ إقليم صفرو، و ذلك بهدف تفعيل مبدأ تقريب الخدمات الإدارية من سكان المناطق القروية البعيدة.
هذا وعرف الحفل على الخصوص حضور السيد عمر تويمي بنجلون عامل إقليم صفرو ورئيس المحكة الابتدائية بصفرو ووكيل الملك لدى نفس المحكمة ورئيس المجلس العلمي المحلي وممثلو المجتمع المدني وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
جدير بالذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني في سنة 2024 تتطلع إلى تثمين المكتسبات المحققة على مستوى تحديث البنيات و الخدمات الشرطية، و تطويرها بما يكفل الإستجابة لانتظارات المواطنات و المواطنين من المرفق العام الشرطي، كما أنها تعتزم أيضا تقوية وتمتين التعاون الأمني الدولي من خلال تقاسم تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مع الدول الصديقة و الشريكة، و مع مختلف المنظمات الدولية المهتمة بالعمل الشرطي.