المندوبية السامية للتخطيط والفقر المدقع… سباق مع السراب ام خطوة نحو الامل؟

خرجت المندوبية السامية للتخطيط بتصريح جديد يقول ان المغرب يقترب من القضاء على الفقر المدقع. خبر جميل يبعث على التفاؤل، ويجعلنا نتخيل اننا اصبحنا ننافس الدول الاسكندنافية في جودة العيش، لكن قبل ان نحتفل ربما يجدر بنا ان نسأل: هل نتحدث عن الفقر في الارقام ام الفقر في الواقع؟
الاحصائيات الرسمية دائما ما تبدو انيقة مثل ربطة عنق في مؤتمر دولي، بينما حياة المواطن في السوق والحي والقرية تحكي رواية اخرى. صحيح ان الفقر المدقع كما يعرفه خبراء الاقتصاد قد تراجع، لكن ماذا عن الفقر اليومي الذي يعيشه مواطن لا يستطيع ملء قفته كاملة في نهاية الاسبوع؟
المندوبية تؤكد ان الارقام مشجعة، والحكومة تلمح الى ان البرامج الاجتماعية بدأت تعطي ثمارها. جميل، لكن المغاربة يتساءلون: اين تختبئ هذه الثمار؟ هل في رفوف تقارير دولية ام في موائد العائلات البسيطة؟
ربما حان الوقت للتمييز بين الفقر المدقع والفقر المزمن، بين المؤشرات النظرية والقدرة الحقيقية على مواجهة مصاريف المدرسة والكهرباء والدواء. فالمغربي لا يحتاج فقط الى خبر يبعث على الامل، بل الى ارقام تتحول الى واقع يلمسه في جيبه.
ختاما يمكن القول اننا نقترب من القضاء على الفقر المدقع، نعم، لكننا نبتعد في المقابل عن القضاء على الفقر المزمن الذي يعكر يوميات الناس. وبين هذا وذاك يبقى الامل قائما في ان تتحول لغة الارقام الى لغة الواقع، والى ان نرى يوما الفقر مجرد ذكرى في كتب التاريخ لا مجرد عنوان في نشرة الاخبار.