
تعيش كرة القدم المغربية واحدة من أزهى فتراتها في التاريخ الحديث، بعد سلسلة من الإنجازات التي أكدت مكانة المغرب كقوة صاعدة قاريا وعالميا في مختلف الأصناف. فبعد التتويج التاريخي بكأس العالم لأقل من 20 سنة، يواصل المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة “أسود الفوتسال” مسيرته المتميزة، إذ يستعد لتمثيل المغرب في بطولة ألعاب التضامن الإسلامي التي تحتضنها العاصمة السعودية الرياض.
ويدشن المنتخب المغربي مشاركته بمباراة قوية أمام المنتخب الإيراني، المصنف الخامس عالميا، يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، في مواجهة تعد من أبرز لقاءات البطولة. هذه المشاركة تأتي ضمن مسار التحضير الدائم الذي تنهجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، لتطوير كل أصناف اللعبة وضمان الاستمرارية في التتويجات والتميز.
المنتخب المغربي للفوتسال، المصنف سادسا عالميا، لم يعد مجرد منافس قاري، بل أصبح رقما صعبا في اللعبة عالميا، بفضل العمل الكبير للمدرب هشام الدكيك الذي صنع فريقا منضبطا تكتيكيا ومبدعا فنيا، قاد “الأسود” إلى التتويج المتتالي بالبطولات الإفريقية، والوصول إلى المراحل المتقدمة من كأس العالم.
وتندرج المشاركة في دورة الرياض ضمن الرؤية الشاملة لتطوير كرة القدم الوطنية، حيث تعمل الجامعة على تأهيل المنتخبات في كل الفئات: من الناشئين إلى الكبار، ومن كرة القدم النسوية إلى داخل القاعة.
وقد أثمرت هذه الجهود نتائج لافتة على كل المستويات، كان آخرها تتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بكأس العالم، في إنجاز تاريخي هزّ الساحة الكروية العالمية، مؤكدا أن الاستثمار في التكوين يؤتي ثماره.
كما تشهد الكرة النسوية المغربية طفرة نوعية، بعد المشاركة المشرفة في كأس العالم للسيدات ووصول نادي الجيش الملكي إلى منصات التتويج القارية. وفي الوقت نفسه، يواصل المنتخب الأول ترسيخ مكانته بين كبار العالم بعد ملحمة المونديال التاريخية في قطر 2022، التي جعلت من المغرب أول بلد إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي.
إن ما يحققه المغرب اليوم ليس صدفة، بل ثمرة تخطيط استراتيجي ورؤية ملكية واضحة جعلت من الرياضة أداة للتنمية والريادة الدولية.
وها هم “أسود الفوتسال” يستعدون مجددا لتأكيد هذا المسار، وهم يواجهون كبار العالم في بطولة التضامن الإسلامي، حاملين معهم طموح وطن لا يعرف المستحيل، وشغف جماهير تؤمن أن كرة القدم المغربية أصبحت مدرسة للتميز، ومصدرا للفخر في كل الميادين.



