
في تأكيد جديد على المكانة المتقدمة التي بات المغرب يحتلها في محيطه الإفريقي والدولي، تم انتخاب السفير عمر هلال، ممثل المملكة لدى الأمم المتحدة، نائبًا لرئيس مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للدول النامية غير الساحلية، المنعقد حاليًا في عشق آباد بتركمانستان.
هذا التعيين يترجم الثقة الدولية في الدبلوماسية المغربية، ويعكس انخراط الرباط الفعلي في القضايا التنموية العالمية، خاصة في القارة الإفريقية، حيث تواصل المملكة الدفاع عن مصالح الدول الأقل حظًا، التي تعاني من غياب المنافذ البحرية وتكابد تحديات العزلة الجغرافية وضعف البنية التحتية.
ويشارك في هذا المؤتمر 32 دولة غير ساحلية، إلى جانب شركاء دوليين، بهدف مناقشة سبل فك العزلة، وتحسين البنيات التحتية، وتعزيز الاستثمار والتكامل الإقليمي. وهو ما ينسجم تمامًا مع المبادرات المغربية الرائدة، وعلى رأسها “المبادرة الأطلسية” التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتأمين منفذ بحري لصالح الدول الإفريقية غير الساحلية، عبر الموانئ المغربية.
المغرب، من خلال هذا الانتخاب، يثبت من جديد التزامه الراسخ بقضايا القارة، ويعزز حضوره كفاعل رئيسي في صياغة السياسات الأممية الخاصة بالتنمية المستدامة، والتعاون جنوب-جنوب، ضمن رؤية شمولية تعطي الأولوية للتضامن والتكامل الإقليمي.
ليس مجرد منصب شرفي، بل هو تكليف يكرس موقع المغرب كشريك موثوق به، في وقت تتجه فيه أنظار الدول النامية إلى نماذج فاعلة قادرة على خلق التوازن بين الاستقلالية والمبادرة، وبين الالتزام والتأثير.