
شهدت مدينة ملبورن الأسترالية، في الفترة من 12 إلى 14 يونيو 2025، تميزًا لافتًا للحضور المغربي ضمن فعاليات معرض “Design Show Australia”، أحد أبرز التظاهرات الدولية المخصصة للتصميم المعماري والصناعي والداخلي. هذا التميز لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل تمثل في حضور نوعي وشخصيات وازنة أعطت للمغرب موقعًا بارزًا وسط المشهد الإبداعي العالمي.
وقد تألق المصمم المغربي العالمي هشام لعلو، الذي تمت دعوته كمتحدث رسمي ضمن برنامج “أسبوع التصميم والبناء” الذي يضم ثلاث تظاهرات كبرى على هامش المعرض. وجاءت مشاركته تحت عنوان “وجهات نظر عربية، حلول عالمية”، حيث قدّم مداخلة رفيعة المستوى استعرض فيها فلسفته في الدمج بين الهوية الثقافية المغربية والابتكار المعاصر في التصميم، معتبرًا أن التصميم ليس فقط مهنة أو أداة إنتاج، بل لغة عالمية تعبر عن الذاكرة الجماعية والهوية وتبني الجسور بين الشعوب.
في كلمته، شدد لعلو على أهمية الحفاظ على الروح التقليدية في ظل المعايير الحديثة، مستشهداً بتجارب مغربية في توظيف النقوش، والزليج، والمواد المحلية بأسلوب عصري يحافظ على الأصالة ويخاطب العالمية. كما نوه بأن المغرب، بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه الثقافي الغني، يشكل نقطة تقاطع بين إفريقيا، أوروبا والعالم العربي، ما يجعله منبعًا متجددًا للإبداع والتصميم المبتكر.
وساهمت السفارة المغربية في كانبيرا، بتنسيق مع الغرفة العربية الأسترالية للتجارة والصناعة، في تأطير هذا الحضور المغربي، سواء على مستوى التعبئة التنظيمية أو توفير الدعم اللوجستي والديبلوماسي، في إطار سياسة المغرب لتعزيز إشعاعه الثقافي والاقتصادي في المحافل الدولية. وقد حرصت الوفود الرسمية المغربية على استغلال هذه المناسبة لعقد لقاءات مع شركاء أستراليين لبحث إمكانيات التعاون، خصوصًا في مجالات التصميم الصناعي، الحرف اليدوية، وترويج المنتوجات الثقافية المغربية في السوق الأوقيانية.
وقد قوبل الحضور المغربي بإشادة كبيرة من الزوار والمنظمين على حد سواء، حيث تم التعريف بتجارب ناجحة لمصممين مغاربة شباب، إضافة إلى عرض منتوجات فنية مستوحاة من البيئة المعمارية المغربية التقليدية. وشكلت هذه المشاركة فرصة لإبراز القدرة التنافسية للمنتوج الثقافي المغربي، وكذا الدفع بعلاقات التعاون جنوب-جنوب في مجالات الابتكار الإبداعي والتكوين المهني والتبادل الفني.
ويأتي هذا التألق ضمن استراتيجية ثقافية أشمل تنتهجها المملكة المغربية من أجل تعزيز حضورها في الأسواق الدولية ذات الطابع الإبداعي، وربط جسور تواصل مع مناطق لا تزال أقل استكشافًا دبلوماسيًا واقتصاديًا، مثل أستراليا ومنطقة المحيط الهادئ.