
قررت السلطات المغربية تعليق استيراد العجول القادمة من اسبانيا بشكل فوري بعد رصد حالات اصابة بفيروس الجلد العقدي في عدد من الأبقار بإقليم كتالونيا شمال شرق البلاد. القرار يهدف الى حماية القطيع الوطني وضمان صحة الثروة الحيوانية دون التأثير على واردات اللحوم أو المنتجات الحيوانية الأخرى.
وحسب تقارير اعلامية فقد أوقفت السلطات الاسبانية بدورها تصدير العجول الحية الى المغرب بعد تأكيد الاصابة بثلاث بقرات بالفيروس، وهو مرض معدٍ يصيب الجلد والجهاز العصبي ويتطلب التدخل السريع لمنع انتشاره.
ويشكل تعليق الاستيراد ضربة قوية للسوق المغربية التي تعتمد بشكل كبير على العجول الاسبانية لتلبية احتياجاتها، اذ تغطي اكثر من سبعين بالمئة من الطلب الوطني. ومع توقف الشحنات المتجهة الى موانئ مثل طنجة المتوسط والناظور، يتوقع المهنيون حدوث اضطرابات في التزويد خلال الفترة القادمة.
ويخشى الفاعلون في القطاع من ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء بنسبة قد تصل الى عشرين درهما للكيلوغرام الواحد بسبب تضاؤل العرض مقابل الطلب المستمر.
وأكد مصدر من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA ان القرار مؤقت ووقائي، مشيرا الى استمرار التنسيق مع الجانب الاسباني لمتابعة الوضع الصحي للقطيع هناك. كما لفت الى ان المستوردين المغاربة يبحثون حاليا عن بدائل في فرنسا والبرتغال لضمان تزويد السوق الوطنية وتفادي نقص محتمل.
ويشير محللون الى ان هذه الواقعة تكشف هشاشة منظومة التزويد الغذائية بالمغرب واعتمادها الكبير على مصدر واحد، ما يجعل التنويع في الاستيراد وتشجيع الانتاج المحلي ضرورة استراتيجية لتفادي الأزمات المستقبلية. وبينما تستمر الاجراءات في اوروبا لمكافحة انتشار الفيروس، يبقى المستهلك المغربي امام احتمال ارتفاع الاسعار حتى استقرار السوق.