المغرب يسرّع خطواته نحو السيادة الطاقية: حقل تندرارة يدخل مرحلة الحسم

في تطور لافت على صعيد استراتيجية الطاقات الوطنية، دخل مشروع استغلال حقل تندرارة للغاز الطبيعي مرحلة الحسم، حيث أعلن المغرب عن تسريع وتيرة التحضيرات لبدء الإنتاج الفعلي بحلول نهاية سنة 2025، في خطوة تُعدّ محورية نحو تعزيز الأمن الطاقي وتحقيق السيادة الوطنية في مجال الطاقة.
ويقع حقل تندرارة في الجهة الشرقية من المملكة، وتعود أعمال التنقيب فيه إلى سنوات ماضية، حيث أظهرت الدراسات التقنية والجيولوجية وجود كميات واعدة من الغاز القابل للاستغلال التجاري. وتشرف على المشروع شركة “Sound Energy” البريطانية بشراكة مع الفاعلين المحليين، وهو ما يعكس انخراطاً دولياً في دعم الانتقال الطاقي بالمغرب.
وتأتي هذه الدينامية في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بتقلبات السوق الدولية وأسعار الطاقة، فضلاً عن الرغبة الوطنية في تنويع مصادر التزود وتقليص التبعية الخارجية، خصوصاً بعد توقف الإمدادات عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
ويُتوقّع أن يسهم دخول حقل تندرارة حيز الإنتاج في تغطية جزء مهم من الحاجيات الداخلية للمملكة، خاصة في الصناعات والمعامل التي تعتمد على الغاز، كما من المنتظر أن يتم ربطه بالشبكة الوطنية لنقل الطاقة، بما يسمح بتوسيع الاستفادة منه على نطاق جغرافي واسع.
ويُعول على هذه الخطوة لتكون بداية فعلية لتحوّل استراتيجي، تتبعه مشاريع أخرى في مناطق مثل جرسيف وبوذنيب، في أفق جعل المغرب مركزًا إقليميًا للغاز النظيف والمستدام.