
بعد فوز المغرب بشرف تنظيم كأس العالم 2030 رفقة اسبانيا والبرتغال تتجه الانظار الى كيفية استعداد المملكة لهذا الحدث العالمي الكبير. فالتحدي لا يقتصر على تشييد الملاعب وتطوير البنية التحتية بل يتعدى ذلك الى الجوانب القانونية والتنظيمية ومنها ما يخص استهلاك الكحول داخل الفضاءات المخصصة للمشجعين.
هذا النقاش يطرح تساؤلات عميقة حول قدرة المغرب على التوفيق بين متطلبات الفيفا وتقاليد التنظيم العالمية من جهة وبين خصوصيته الثقافية والدينية من جهة اخرى. فالمغاربة يعتبرون ان نجاح التجربة القطرية في تنظيم كأس العالم 2022 نموذج ملهم حيث استطاعت قطر ان تحافظ على ثوابتها وقيمها دون ان تمس بجوهر التنظيم او تسيء لصورة البلد لدى الضيوف.
المغرب بدوره يملك رصيدا حضاريا وهوية راسخة تجعل من غير المقبول التخلي عن ثوابته من اجل ارضاء نزعة استهلاكية ظرفية. فالرهان الحقيقي هو كيف نقدم للعالم نسخة مميزة من كأس العالم تجمع بين جودة التنظيم ورقي الضيافة وفي الوقت نفسه تحافظ على روح المجتمع المغربي وتقاليده.
لا شك ان النقاش سيتواصل بين مختلف الفاعلين حول الاطار القانوني والتنظيمي لكن ما يجب التأكيد عليه هو ان نجاح المغرب لا يقاس فقط بمدى تلبية المعايير التقنية للفيفا بل بقدرته على ان يقدم نفسه كبلد له شخصية وهوية واضحة. فالعالم اليوم يبحث عن تجارب مختلفة ومتفردة لا عن نسخ متكررة من نفس النموذج.
بالتالي المطلوب هو مقاربة متوازنة تجعل من كأس العالم 2030 فرصة للتعريف بالثقافة المغربية ولتأكيد انفتاحها ورقيها دون التفريط في مقوماتها الاصيلة. وبهذا فقط سيكون المغرب نموذجا جديدا في تنظيم الاحداث العالمية الكبرى.




