العالمالمغرب

المغرب والصحراء.. لا تفاوض على السيادة، ولا تساهل مع التضليل

لم تكن تصريحات الخبير في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، مجرد مداخلة أكاديمية في ندوة رسمية، بل كانت ترجمة صريحة وواضحة لمعادلة سياسية غير قابلة للنقاش: المغرب لا يفاوض على مغربية صحرائه.

في لحظة تكثر فيها المبادرات والضغوط والتحركات الملتوية من خصوم الوحدة الترابية، جاء تصريح العجلاوي ليضع النقاط على الحروف: الصحراء ليست ملفًا تفاوضيًا، بل جزء من التراب الوطني، خاض من أجله المغاربة معارك سياسية وتنموية، ويؤمنون بحقه التاريخي والقانوني فيه، تحت السيادة الكاملة للدولة المغربية.

الذي يُناقش في الأمم المتحدة ليس سيادة المغرب، وإنما صيغة حل سياسي واقعي يراعي المبدأ الأممي للحكم الذاتي كأفق لإنهاء نزاع مفتعل تخلّى عنه التاريخ وتجاوزته الجغرافيا، لكن لا يزال البعض يلوّح به كورقة لمساومة الرباط أو ابتزاز المنتظم الدولي.

أكثر من 85 دولة تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، والعديد من الدول الكبرى لا ترى حلاً خارج هذا الإطار. وبالتالي، من العبث الحديث عن “مفاوضات على الصحراء”، لأن المغرب – بكل وضوح – لا يفاوض على ما يملك، ولا يقبل المساواة بين دولة ذات سيادة وعصابة مدعومة من طرف خصومها.

المعركة اليوم لم تعد فقط على الأرض، بل هي في الإعلام، في الأمم المتحدة، في التحركات داخل إفريقيا، وفي الضغط عبر ملفات حقوقية مفبركة. ومع ذلك، يراهن المغرب على شرعيته التاريخية، وعلى تنميته المتسارعة في الأقاليم الجنوبية، وعلى دبلوماسيته الواقعية التي لم تعد تهادن أو تساوم.

تصريح العجلاوي، وإن بدا للبعض عادياً، هو موقف دولة بأكملها: المغرب ليس على طاولة تفاوض حول صحرائه، بل هو على طاولة سياسات إقليمية لصياغة أمن واستقرار جديد في شمال إفريقيا، بصيغة مغربية وقرار مغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى