المغرب واستضافة الكان 2025 : يقترب العد التنازلي لانطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025 التي ستحتضنها المغرب، وسط طموح مزدوج يتمثل في إنجاح التنظيم من جهة، وتحقيق اللقب الغائب منذ 1976 من جهة أخرى. ومع انتهاء قرعة البطولة التي جرت يوم 27 يناير 2025 في المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بات المشهد أكثر وضوحًا، حيث يستعد أسود الأطلس لمواجهة جزر القمر، مالي، وزامبيا في مرحلة المجموعات، قبل التطلع إلى الأدوار الإقصائية.
وضعت اللجنة المنظمة معايير استثنائية لتقديم نسخة غير مسبوقة من البطولة، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة التي شيدها المغرب استعدادًا لاستضافة مونديال 2030. وستقام المباريات في تسعة ملاعب بمعايير دولية، من بينها ملعب مولاي عبد الله بالرباط، الملعب الكبير لطنجة، مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وملاعب مراكش، أكادير، فاس وغيرها.
كما تم إعداد 24 معسكرًا تدريبيًا للمنتخبات، موزعة على مدن مختلفة، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية للنقل، بما في ذلك شبكة الطرق، القطار فائق السرعة (TGV)، والخدمات اللوجستية المرافقة. ويهدف المغرب إلى تقديم تجربة استثنائية تفوق ما شهدته القارة الإفريقية في النسخ السابقة، مستفيدًا من خبرته التنظيمية في كأس العالم للأندية وكأس إفريقيا للسيدات.
على الرغم من التوقعات العالية، يبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع وليد الركراكي ورفاقه كسر العقدة وتحقيق اللقب؟
المغرب يمتلك مجموعة من النجوم الذين ينشطون في أقوى الدوريات الأوروبية، لكن التحدي الحقيقي يكمن في التوازن بين الخطوط، خصوصًا في ظل غياب أسماء وازنة في مركز قلب الدفاع، مما يطرح تساؤلات حول اللاعب الذي سيجاور نايف أكرد. كما أن ضغط المباريات والإرهاق البدني يشكلان تحديًا إضافيًا، خصوصًا مع ازدحام الأجندة الرياضية لعام 2025، والتي تشمل:
مونديال الأندية بنسخته الموسعة الذي يسعى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لجعله محطة بارزة
كل هذه العوامل تجعل الهامش الزمني للتحضيرات ضيقًا للغاية، حيث لن تتاح للركراكي سوى نافذتين وديتين في يونيو ونوفمبر لضبط تشكيلته قبل انطلاق البطولة في يناير 2025.
إذا كانت هناك نقطة قوة لا يستهان بها في هذه النسخة، فهي الجماهير المغربية، التي ستكون العامل الحاسم في رفع معنويات اللاعبين وبث روح المنافسة داخل الفريق. وسيراهن المنتخب المغربي على حالة تعبئة وطنية شاملة، لتكرار الأجواء الملحمية التي صنعها الجمهور خلال مونديال قطر 2022، حيث كان الدعم الجماهيري أحد الأسباب الرئيسية في تحقيق الإنجاز التاريخي ببلوغ نصف النهائي.
الرهان مزدوج: تنظيم نسخة تاريخية من البطولة الإفريقية، وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره. مع وجود كل العوامل المواتية، يبقى القرار بيد اللاعبين والطاقم الفني، فإما أن يكون المغرب حاضرًا بقوة على أرضه وأمام جماهيره، أو أن يستمر شبح الإخفاقات الماضية.
2025 ليست مجرد بطولة.. إنها اختبار حقيقي لقوة المغرب رياضيًا وتنظيميًا.