المغرب كقوة إقليمية صاعدة يُفشل مناورات الجزائر لعرقلة الاستقرار في المنطقة
في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية، سلطت صحيفة The Times of India الضوء على الدور التخريبي للنظام الجزائري الذي يسعى، وفق تحليلها، إلى عرقلة جهود المغرب في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وأكدت الصحيفة الهندية المرموقة أن مخططات الجزائر، المبنية على رواسب تاريخية وخصومات غير مبررة، قد فشلت في تحقيق أهدافها، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه كفاعل استراتيجي في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
الصحراء المغربية.. قضية “مصطنعة” في خدمة الأجندة الجزائرية
اعتبر التقرير أن قضية الصحراء المغربية، التي تلعب الجزائر دورًا أساسيًا في تأجيجها، ليست سوى “إرثًا متجاوزًا من التاريخ”، تستخدمه الجزائر كمجرد أداة لفرض وجودها إقليميًا، دون أن يكون لها مشروع بناء واضح. وأضاف أن الجزائر لا تسعى إلى تطوير المنطقة أو تقديم حلول بناءة، بل تستثمر طاقاتها في محاولات فاشلة لعرقلة المبادرات المغربية التي تحظى بدعم دولي واسع، لا سيما مبادرة الحكم الذاتي، التي تحظى بتأييد الولايات المتحدة والعديد من القوى الأوروبية.
في هذا السياق، أبرز التقرير أن الجزائر لم تتردد في فرض قيود تجارية على شركائها الأوروبيين، مثل إسبانيا وفرنسا، بسبب موقفهما الداعم للمغرب. وهي خطوة وصفها التحليل بأنها “انتحار سياسي” يعكس تراجع نفوذ الجزائر على الساحة الإقليمية.
المغرب.. شريك استراتيجي لاستقرار المنطقة
في مقابل ذلك، شدد التقرير على أن المغرب أصبح حجر زاوية في استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، حيث يتبنى سياسة خارجية مبنية على التعاون والتنمية الاقتصادية، بدلًا من الصراعات المفتعلة.
وأبرز التقرير دور المغرب المحوري في حل الأزمة الليبية، حيث يقود جهود المصالحة بين الأطراف المتنازعة، كما يعزز مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، الذي يعد مشروعًا استراتيجيًا يهدف إلى ضمان أمن الطاقة في كل من إفريقيا وأوروبا.
كما أشار التقرير إلى المبادرة الملكية الأخيرة التي تهدف إلى منح دول الساحل منفذًا إلى المحيط الأطلسي، وهي خطوة حاسمة لتنمية هذه المنطقة التي تعاني من عزلة اقتصادية كبيرة.
مستقبل العلاقات الإقليمية في ظل التغيرات الدولية
رأى التقرير أن المغرب، مع استمرار الحرب في أوكرانيا وما تفرزه من تحولات جيوسياسية، سيكون شريكًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي ولجميع الدول الساعية إلى تعزيز الاستقرار في إفريقيا.
وفي سياق التغيرات الدولية، سلط التقرير الضوء على انسحاب روسيا التدريجي من سوريا ونقل معداتها وقواتها إلى ليبيا لدعم الجنرال خليفة حفتر، وهو تطور قد يعقد المشهد الإقليمي أكثر، خاصة مع دعم الجزائر لهذا المحور.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن التحدي الحقيقي في المرحلة المقبلة هو معرفة ما إذا كانت الجزائر قادرة حتى على لعب دور فعّال في هذا السياق، أم أنها ستبقى مجرد لاعب غير موثوق حتى في مجال زعزعة الاستقرار.